تكون الطموحات كبيرة لدي الجماهير عندما يعلن النادي عن اتمام صفقة قوية خلال فترة الانتقالات، لكن مهما كان اسم اللاعب وشهرته ومهارته وقدراته الهجومية أو الدفاعية، لا يوجد ضامن علي نجاح أي صفقة قبل أن يشارك اللاعب في المباريات، فهناك عوامل مثل التوفيق والتأقلم تساعد بالإيجاب للنجاح أو تؤثر بالسلب فتكون سببا في الفشل. مع اقتراب فترة توقف مباريات الدوري في أوروبا ماعدا المسابقة الإنجليزية بسبب أعياد الكريسماس، واستعداد الأندية للدخول في فترة الانتقالات الشتوية لدعم فرقها لعلاج الأخطاء والقصور الذي ظهر في الجولات السابقة، يمكن أن نسلط الضوء علي أبرز 5 لاعبين سقطوا في فخ الصفقات الفاشلة، لأنهم لم يشكلوا أي إضافة حقيقية لفرقهم طوال الأشهر الماضية حتي الآن. ماريو بالوتيلي أراد ليفربول الإنجليزي العثور علي بديل للأوروجوياني لويس سواريز الذي رحل إلي برشلونة الإسباني، فكان الاختيار علي الإيطالي ماريو بالوتيلي، لكن المهاجم الأسمر لكن ينجح أبدا في سد فراغ هداف الموسم الماضي، ولم يترك بصمة إلا بمشاكله خارج الملعب المتكررة بعيدا عن كرة القدم. غياب بالوتيلي عن تسجيل الأهداف كان له أثر واضح علي نتائج ليفربول في مختلف المسابقات هذا الموسم، فالفريق في مرتبة متأخرة جدا في جدول الدوري، وخرج من دوري المجموعات لأبطال أوروبا بعدما تفوق عليه ريال مدريد الإسباني وبازل السويسري، وكلاهما صعدا معا لدور ال16. وبسبب الإصابة، لم يظهر بالوتيلي، الذي لم يسجل أي هدف حتي الان في الدوري الممتاز بقميص ليفربول منذ هزيمة فريقه بنتيجة (1-2) امام تشيلسي في الثامن من نوفمبر. ولم يقدم بالوتيلي سوي بعض اللمحات من موهبته الكبيرة منذ وصوله إلي ليفربول، وبدا أن طريقته في اللعب لا تتناسب مع اسلوب اللعب السريع الضاغط الذي يحاول المدير الفني للفريق رودجرز تثبيته. ويحتل ليفربول المركز التاسع في الدوري متأخرا بفارق 15 نقطة عن تشيلسي المتصدر، بعد لعب 15 جولة في المسابقة. لويس سواريز كان سواريز الهداف الأول في جميع البطولات المحلية الأوروبية الموسم الماضي ب31 هدفا مع ليفربول، فهو تساوي مع البرتغالي كريستيانو رونالدو في عدد الأهداف وكلاهما نالا الحذاء الذهبي، لكن هذا الموسم مختلف جدا بالنسبة لسواريز الذي يلعب في أشهره الأولي مع فريقه الجديد برشلونة، ويحاول استعادة بريقه بعد فترة من الإيقاف. تم رفع الإيقاف عن سواريز في أكتوبر الماضي ،بعدما قضي فترة عقوبته علي عضه للإيطالي كيليني في كأس العالم "البرازيل 2014"، ومن بعدها لم يسجل سواريز سوي هدفين للفريق، ليس في الدوري الإسباني أو الكأس، لكن في أبطال أوروبا، كأن دور الأساسي صار صناعة الهدف وليس تسجيله، ومن هنا يأتي الخلاف هل سواريز صفقة فاشلة حتي الآن، أم أن الحكم عليه مبكرا وأنه يقوم بدور بديل لمساعدة ليونيل ميسي ونيمار. قال سواريز في تصريحات للإعلام الإسباني:"كنت دوما مسجلا للاهداف لكني احب ايضا المساعدة في صنع الأهداف، اتيت إلي هنا من أجل التهديف وليس لتمرير الكرات، اتيت لانني احرزت الكثير من الاهداف خلال مسيرتي الكروية وبصفة خاصة مع ليفربول". وتابع سواريز:" أنا سعيد للغاية هنا، بالتأكيد أريد إحراز المزيد من الاهداف لكن لا توجد مشكلة إذا كان الفريق يقدم أداء جيدا، من الرائع اللعب إلي جانب افضل لاعبين في العالم." فرناندو توريس بالتأكيد لم يشهر تشيلسي بالخسارة عندما قرر الموافقة علي إعارة الإسباني فرناندو توريس لمدة عامين وليس موسم واحد فقط، فالمهاجم الذي سجل 5 أهداف طوال الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي، لم يسجل سوي هدفا واحدا لميلان بعد مرور 14 جولة علي الدوري الإيطالي. سجل ميلان طوال الجولات السابقة 17 هدفا، ليتواجد في المرتبة السابعة برصيد 21 نقطة، مع العلم بأن المتصدر يوفنتوس سجل 30 هدفا وله 35 نقطة، مما يعني أن الفريق يعاني من أزمة كبيرة، ولن يكون توريس المنقذ في هذه المرحلة، فهو في حاجة لم يعيد إنعاشه. غياب توريس عن تسجيل الأهداف لا يعد صدفة إذ أن اللاعب الملقب ب"النينو" لم يسجل سوي 20 هدفاً في 110 مباراة خاضها مع البلوز خلال المواسم الأربعة الماضية في الدوري الإنجليزي الممتاز. تؤكد التقارير الأخيرة أن ميلان يفكر في التخلص من توريس مجانا في الانتقالات الشتوية وعدم إكمال إعارته، وسيفرط فيه مجانا ليعود إلي تشيلسي، الذي يفكر أيضا في الاستغناء النهائي عن المهاجم الإسباني في صفقة انتقال حر، مع العلم بأنه يتقاضي 3.1 مليون استرليني في الموسم. راداميل فالكاو هو عائد من إصابة قوية في الرباط الصليبي وغاب بسببها عن منتخب بلاده في كأس العالم "البرازيل 2014"، وبعدما كان قريبا من الانضمام لنادي ريال مدريد الإسباني في الانتقالات الصيفية، قرر اللعب علي سبيل الإعارة لمانشستر يونايتد الإنجليزي لمدة موسم بموافقة نادي موناكو الفرنسي. بعد لعب 15 جولة في الدوري الإنجليزي لم يسجل فالكاو سوي هدفا واحدا فقط، من أصل 16 هدفا سجلها فريقه في البطولة حتي هذه الفترة. أبدي المدرب الهولندي لويس فان جال ضيقه من ابتعاد فالكاو عن مستواه هذا الموسم، فهو لم يقدم ما يفيد الفريق علي الصعيد الهجومي، خاصة أن اليونايتد تعاقد معه لزيادة القوة الهجومية بجانب واين روني وروبن فان بيرسي، لكن فالكاو أغلب المباريات ظل جالسا علي مقاعد البدلاء أو يشارك كبديل. وقال فان جال عن فالكاو:" هو في حاجة للتطور في مستواه والأداء داخل الملعب، وهذا لا يتحقق إلا ببذل مجهود أكبر في التدريب وفي الملعب ليكون جاهزا بدنيا". هناك تقارير تقول إن فالكاو قد يرحل في خطوة مفاجئة من مانشستر يونايتد لكنه سيظل في الدوري الإنجليزي، بعدما تقدم سندرلاند بعرض لاستعارة اللاعب حتي نهاية الموسم، لكن هناك أصوات داخل مانشستر يونايتد تطالب بالصبر علي فالكاو ومنحه الفرصة كاملة لنهاية الموسم، وبعدها سيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن التعاقد معه بشكل نهائي، أو توجيه الشكر له ليعود لناديه موناكو مجددا. توماس فيرمايلين أسقط برشلونة بنفسه في مقلب صفقة المدافع توماس فيرمايلين، المصاب دائما، الذي لم يلعب أي مباراة مع الفريق منذ الانضام رسميا في الانتقالات الصيفية السابقة. حاليا يخضع فيرمايلين للتأهيل البدني بعدما أجري الجراحة في ركبته للتخلص مع كابوس الإصابة الدائم، ومازال أمامه 4 إلي 5 أشهر ليكون جاهزا، وهذا يعني أنه خارج التشكيل رسميا لبرشلونة لنهاية الموسم، وبالتالي لن يكون للنجم البلجيكي أي بصمة مع الفريق منذ انتقاله قادما من آرسنال الإنجليزي. تقدم برشلونة بطلب للتعاقد مع لاعب بديل لفيرمايلين خاصة أنه لم يلعب نهائيا لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض هذا الاستثناء، والازمة الأكبر أن برشلونة لا يستطيع التعاقد مع أي لاعب في فترتي الانتقالات القادمتين بسبب القيود المفروضة عليه من الفيفا، بعد مخالفته شروط التعاقد مع لاعبين قُصر في أكاديمية برشلونة للشباب. لذا لا يريد برشلونة توجيه لكمة نفسية قوية إلي فيرمايلين، فالنادي الكتالوني ولاعبي الفريق يواصلون دعم زميلهم المصاب بتصريحات تطالبه بالصبر والاجتهاد في التدريب خلال التأهيل البدني ليكون جاهزا للعب مع الفريق بعد التعاقي، والإدارة نفسها تنفي وجود أي نية للاستغناء عنه.