بدون "دوشة" أو "زفة" كالتي تصنعها كرة القدم الشعبية حقق الشاب المصري الفلاح في ريف محافظة الشرقية إيهاب عبدالرحمن أكبر فوز رياضي لمصر في التاريخ علي الاطلاق، عندما فاز بالمركز الأول والميدالية الذهبية في مسابقة الرمح في بطولة كأس العالم للقارات التي اقيمت في مدينة مراكش المغربية هذا الاسبوع، فاز بها بعد ان رمي الرمح لمسافة 85.44 متر، تاركاً خلفه كل ابطال العالم من المانيا وبولندا والولايات المتحدةوفنلندا وكينيا خلفه في المراكز التالية.. الفوز من كل النواحي الفنية والتقنية والبروتوكول المتعارف عليه هو الأفضل والأقوي لانه في لعبة أساسية ترتيبها تقنياً وبروتوكولياً يتقدم كل الرياضات الاخري بما في ذلك كرة القدم في الدورات الاوليمبية.. أما تصنيف البطولة ذاتها فلا يتقدمه سوي دورات الألعاب الاوليمبية ليس من الناحية الرقمية ولكن من الناحية النفسية والشعبية والدعائية والتنظيمية. لم يسبق لاي رياضي مصري ان حقق ما حققه ايهاب ابن مركز كفر صقر الصاعد في مركز شبابها ومن تحت اشراف مكتشفه المدرب المتواضع أحمد فهمي الذي قدمه للنادي الأهلي بالقاهرة ثم إلي المنتخب القومي وانتهي به الحال بالاقامة في هلسنكي عاصمة فنلندا أشهر دول العالم خبرة في هذا النوع من الرياضات المهمة. لماذا الأفضل؟ تصنيفيا تأتي العاب القوي في مقدمة كل الرياضات ولذلك اطلقوا عليها لقب "أم الألعاب"، وتحظي بالاهتمام الاكبر في البرنامج الاوليمبي والعالمي للرياضة، صحيح أنها أقل شعبية من كرة القدم ولكن تليها من حيث الشعبية والجماهير في كل دول العالم عدا مصر وبخاصة في أوربا والولايات المتحدة وآسيا وخاصة الصين واليابان وايضاً وبصفة أكبر وأوسع في ألمانيا وروسيا وبريطانيا.. علي مدار تاريخ اللعبة لم يحقق أي لاعب مصري أي ترتيب أو ميدالية رسمية علي المستوي العالمي، أفضل لاعبي مصر علي مدار التاريخ كانوا أحمد شطا في دفع الجلة وقبله ناجي أسعد يوسف، ومعهما وبشكل استثنائي في مسابقات الجري عمرو سعود في 200 متر عدواً، ومحمد غريب منصور في الوثب الطويل في دورة لوس انجلوس 1984 وبعده حاتم مرسال، وحمادة محمد في سباق 800 متر.. كل هؤلاء أسماء مصرية معروفة علي المستوي الدولي غير ان أياً منهم لم يفز يوماً بميدالية رسمية مهمة مثلما فعل ايهاب مؤخراً. 10 سنوات نهضة بعد رحلة سبات ونوم وتخلف طويلة لمصر في لعبة العاب القوي نهضت اللعبة منذ قرابة 10 إلي 15 سنة، والفضل يعود لأشرف بكير الامين السابق لرئاسة الجمهورية والذي كان لاعباً سابقاً ومتميزا في لعبة الرمح في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، الرجل ترأس اتحاد اللعبة في مرحلة غاية في التردي، أصلحها وطهرها وأعاد تنظيمها حتي سلم ادارتها للدكتور سيف شاهين الطبيب وابن نادي الجزيرة ولاعب مطرقة متعلم وفاهم أكمل بعد بكير مسيرة الاهتمام والنظام وبناء اللعبة فأفرزت عددا من النجوم خلال ما يزيد علي ال 10 سنوات أمثال مصطفي الجمل لاعب الأهلي الذي فاز هذا الاسبوع مع ايهاب بالميدالية الفضية في مسابقة إطاحة المطرقة برقم قوي جداً هو 78.99 متراً.. وايضا نجوم مازالوا علي اعتاب التألق العالمي مثل لاعب الجلة مصطفي مجدي من نادي الجزيرة، وأحمد الشريف من المؤسسة العسكرية في نفس المسابقة. تركيز شديد هالني وكذلك كل الخبراء والعالمين العارفين بأسرار اللعبة.. هالهم ما سمعوه من وزير الرياضة في حديث تلفزيوني بأنه رصد مبلغ مليون ونصف للصرف علي ايهاب عبدالرحمن ومصطفي الجمل للرعاية والاعداد لدورة الألعاب الاوليمبية المقبلة في ريو دي جانيرو بالبرازيل.. قالها هكذا وكأن الأمر "فلوس" فقط.. إلي الوزارة والوزير وكل مسئول ننبه إلي أن الموضوع اكبر من ذلك بكثير إذا كنا حقاً صادقين في مسعانا لرفع اسم مصر وتثبيتها في المكانة اللائقة بها.. ما يهم هو التخطيط المسئول من قبل الوزارة وبالطبع يسبقه الادراك الواعي ويليهما حسن اختيار الطريق والمخطط والاسلوب الذي ستتم به رعاية ابطال مثل ايهاب والجمل ومصطفي مجدي وربما معهم العداء حمادة محمد. الفرصة ذهبية والوزير الاختيار سبق ان كتبنا وأكدنا وألححنا علي الوزارة والوزير وكل المسئولين أن الفرصة أمام مصر ذهبية الان للبروز في المكانة التي يستحقها وطننا مصر، وأن أهم خطوة هي إصلاح البيت وتطهير القاعدة مما يشوبها من فساد كفيل بوأد أي بارقة أمل.. سبق ان بلغنا، وها نحن نبلغ مرة أخيرة.. اللهم فأشهد..