مع بدء المصايف.. عروس البحر الأبيض تتشح بأزياء الثورة

البحر الأزرق الذي لا ترى له نهاية، تحدق في الأفق عند التقاء السماء الصافية بالمياه الزرقاء، وتملأ صدرك بالهواء العليل؛ إنها الإسكندرية التي تعرفها منذ نعومة أظفارك.
غير أنك بمجرد أن تدير عينيك إلى شوارع عروس البحر الأبيض المتوسط، فلن تجدها إلا متوشحة برداء الثورة، فعلى الجدران خطت أيدي الثوار في كل مكان: "يسقط يسقط حكم العسكر "، "الانقلاب هو الإرهاب" "سيسي يا سيسي مرسي هو رئيسي"، كما أن شعارات ك"الحكاية مش إخوان.. الحكاية شعب اتهان"، "لا للانقلاب العسكري"، "نعم لشرعية الرئيس"، "لا لحكم العسكر"، "مكملين"، "دماء الشهداء لن تضيع"، وأخيراً" الهاشتاج المسيء لقائد الانقلاب واشتهر به المشير السيسي مؤخراً.
العبارات التي ملأت جدران الإسكندرية والسلاسل البشرية المفاجئة والفعاليات والوقفات جعلت شواطئ الإسكندرية مصيفا ضد الانقلاب العسكري، ولن تخطئ العين أن عروس البحر الأبيض المتوسط قد جرى عليها ما جرى على كل بلدان الوطن، وصارت الثورة تنبعث في شوارعها وعلى جدرانها وتضج بالنضال والمقاومة ضد الحكم العسكري.
وتحولت شواطئ الإسكندرية إلى جزء لا يتجزأ من الحالة السياسية التي يعيشها الشعب المصري من الثالث من يوليو من العام الماضي، وبالرغم من وجود فترة امتحانات على أغلب طلاب مصر، فإن مصطافي المحافظات المجاورة، قد استغلوا يومي الخميس والجمعة لقضائه على شواطئ الإسكندرية، لتتحول رمال الشواطئ إلى عبارات مناهضة للانقلاب العسكري، فضلا عن رسم عبارة رابعة بحبات الرمل والتقاط صور بجوارها.
ولم يكتف المصيفون وأهالي الإسكندرية فقط بكتابة عباراتهم على الرمال، بل خطوا بتلك العبارات على "شماسي" و"كراسي" الشواطئ، والأمر الأكثر جذباً للانتباه حيث يراه من يتجول محافظة الإسكندرية من شرقها إلى غربها، انه لا مكان أو جدار إلا ويحمل شعارات وعبارات، خطّها عدد من الثوار أثناء سيرهم في مسيرة أو مشاركتهم في وقفة أو فعالية، حتى تظن للوهلة الأولى ان تلك المحافظة بأكملها رافضة للانقلاب العسكري، حيث اكتست جدران المباني والطرق والمصانع ومحطات الركوب، عبارات ورسومات وصوراً، شاهدة على الرفض الشعبي للانقلاب.
وتصدّر الهاشتاج المسيء لترشيح السيسي، والذي انتشر على صفحات التواصل، الاجتماعي على شواطئ وجدران محافظة الإسكندرية، ولم يكتف رافضو الانقلاب بتلك العبارات وحسب بل سجلوا غضبهم، من انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع الأسعار، وجدت طريقها أيضاً الى الجدران والنواصي، خصوصاً في المناطق العشوائية، إلى جانب الشعارات السياسية بانتقاد سوء إدارة الحكومة وسلطات الانقلاب للدولة.