المفكر الإسلامي عبد الحليم خفاجي في ذمة الله

انتقل المفكر الإسلامي "عبد الحليم خفاجي" إلى جوار ربه مساء السبت عن عمر يناهز الثمانين عاما في مدينة ميونيخ بألمانيا الاتحادية حيث يقيم هناك، حيث كان يعاني من المرض منذ خمس سنوات، وله من الأبناء مراد وأحلام، ومحمد، وزينب، ورقية، كلهم يحمل الجنسية الألمانية ماعداه.
وقد هاجر خفاجي إلى ألمانيا مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، حيث عمل في المركز الإسلامي في ميونيخ ، ثم أسس مدرسة ابتدائية ثنائية اللغة لأبناء المقيمين في ميونيخ تدرس المنهجين العربي والألماني بالإضافة إلى العلوم الإسلامية، والاهتمام بالتربية الإسلامية، إضافة لمعهد لتعليم اللغة العربية للألمان وإرساء لمبدأ التعايش بين العرب والألمان.
اتجه عبد الحليم خفاجي إلى مجال الطباعة والنشر؛ فأسس دار بافاريا للإعلام والنشر، كأول دار نشر إسلامية في ألمانيا تسد فراغ الثقافة الإسلامية باللغة الألمانية عن طريق الكتاب الإسلامي، وترد على تساؤلات المسلمين في ألمانيا أهمها "الحلال والحرام في الإسلام"، ورياض الصالحين، و"كواكب حول الرسول" عن أمهات المؤمنين،وكتاب "الله ليس كذلك" للمستشرقة المهتدية زيغريد هونكة، وغيرها من الكتب وكان يرأس مجلس إدارة دار بافاريا.
كانت أعظم إنجازاته" الترجمة الألمانية للقرآن الكريم "في خمسة مجلدات ، والتي قام بها فريق عمل من عشرة علماء نصفهم من الألمان المسلمين ، والنصف الآخرمن العرب، واستغرقت الترجمة 13 سنة في ثلاث آلاف صفحة، وكانت الترجمة سببا في إسلام الكثير من الألمان، والروس مما دعاهم إلى طلب الترجمة لنقلها إلى اللغة الروسية، ثم البولندية، والوسنوية، والاسبانية،والإنجليزية.
وشهد من اقتربوا منه فضلا عن دراسته القانونية أنه كان شاعرا، ومن المثقفين القلائل الذين يملكون التأثيرحيث أصدر كتابه العملاق"حوارمع الشيوعيين"، و"عندما غابت الشمس"، و"كواكب حول الرسول" باللغة العربية .
وكان خفاجي يعاني من مرض السكر، وبدأ ضعف الذاكرة يتسلل منذ مطلع 2008 والذي تطور إلى توصيف ما يعانيه بإصابته بالزهايمرالذي أقعده عن نشاطه الذي شهد له به من كان حوله، وجهده الدؤوب في العمل الإسلامي، وتعود أصوله إلى محافظة القليوبية قرية مرصفا.