مني اليمين المتطرف الفرنسي بهزيمة قوية في الدورة الثانية من انتخابات المناطق في فرنسا، وفشل في الفوز بأي من المناطق، رغم نجاحه التاريخي في الدورة الأولى قبل أسبوع، وذلك بعدما تكتلت الأحزاب التقليدية لمنعه من الفوز. وتشكل هذه النتائج لآخر اقتراع يجري قبل الانتخابات الرئاسية عام 2017، نكسة كبرى لرئيسة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن وكذلك لأبرز شخصيتين أخريين في الحزب وهما ابنة شقيقتها ماريون ماريشال- لوبن في الجنوب وفلوريان فيليبو المخطط الاستراتيجي للحزب في الشرق. وحسب النتائج الأولية، فقد فاز حزب "الجمهوريون" اليميني التقليدي بست مناطق على الأقل في ما حقق اليسار انتصارا في 5 مناطق من أصل إجمالي 13. حرب أهلية اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي مانويل فالس مساء الأحد 13 ديسمبر 2015 أن "خطر اليمين المتطرف لا يزال قائما في فرنسا" رغم فشل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن في الفوز بأي منطقة فرنسية. وقال فالس "هذا المساء ليس هناك أي ارتياح أو انتصار لأن خطر اليمين المتطرف لا يزال قائما"، مذكرا بتقدم الجبهة الوطنية غير المسبوق في الدورة الأولى من انتخابات المناطق. وكان مانويل فالس قد حذر صباح الأحد من حصول "حرب أهلية" إذا وصل حزب الجبهة الوطنية إلى السلطة. ووعدت مارين لوبن ب"تحويل حياة الحكومة إلى جحيم" في حال الفوز في الشمال. تفجيرات باريس بعد ساعات من التفجيرات التي وجهت فيها أصابع الاتهام إلى اللاجئين السوريين بدأ التيار اليميني في استغلال الحادث لصالحه بتوجيه زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبين أول ضربة للمسلمين في فرنسا بدعوتها لحظر المنظمات الإسلامية وغلق المساجد المتشددة وطرد الاجانب الذين يدعون إلى الكراهية -على حد زعمها- وأيضًا "المهاجرين غير الشرعيين الذين ليس لديهم ما يفعلونه هنا". وقالت الزعيمة اليمينية إن "الفرنسيين لم يعودوا في أمان" وانتقدت الحكومة الاشتراكية معتبرة أنه لا بد من التحرك القوى الصارم هو الذي يحمي الفرنسيين ويديم الوحدة، وهذا لم يحدث، وأصبح اتخاذ إجراءات عاجلة أمرا يفرض نفسه". وعبر محاولته استقطاب أصوات المسلمين، خاصة في إقليم "إيل دو فرانس" الذي يشمل العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها، وصرح فاليراند دو سان جوست مرشح الحزب عن نفس الإقليم "بأن الحزب سيدشن حملة لاجتذاب الناخبين المسلمين في ضواحي باريس المهمشة خلال الانتخابات الإقليمية المقبلة". ويسعى الحزب إلى استقطاب هذه الأصوات رغم برامجه وسياسته المعادية للمسلمين والأجانب، وتصريحات مسؤوليه العنصرية تجاههم، حيث ستمثل زعيمة الحزب مارين لوبان في 20 أكتوبر الجاري أمام القضاء الفرنسي بتهمة "التحريض على الحقد العرقي" إثر تشبيهها خلال تجمع انتخابي في 2010 صلاة المسلمين في الشوارع بالاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية. المسلمون في فرنسا أكد مراقبون أن معاداة اليمين المتطرف لمسلمي فرنسا عقِب أحداث باريس، كانت السبب الرئيسي في هزيمته، خاصة بعد الدراسة التي أصدرتها منظمة "عدالة للجميع ضد التمييز" المتخصصة بالدفاع عن الأقليات في العالم بأن عدد المسلمين في أوروبا في تزايد مستمر، وأن دورهم وتأثيرهم في مجتمعاتهم تزايد بشكل ملحوظ خلال الأعوام العشرة الأخيرة، حيث أصبح الإسلام الدين الثاني والمعترف به رسميًا من السلطات الرسمية في الدول الأوروبية. وذكرت الدراسة أن عدد المسلمين في فرنسا هو الأكبر من بين دول أوروبا الغربية، حيث يبلغ عددهم قرابة خمسة ملايين مسلم وأنه لا تخلو حكومة فرنسية من وجود وزير مسلم واحد على الأقل، وتلي فرنسا في كثافة المسلمين ألمانيا، حيث يبلغ عدد المسلمين ما يزيد على أربعة ملايين نسمة.