كشف مصدر موثوق مقرب من حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن المخابرات المصرية طلبت التواصل مع رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك خلال اللقاء الذي جمع ضباطاً في المخابرات بالقيادي الحمساوي، موسى أبو مرزوق، في القاهرة، قبل أيام. وعلم "الخليج أونلاين" من المصدر، إن اللقاء الذي جمع أبو مرزوق والمخابرات المصرية كان بطلب من الأخيرة؛ من أجل فتح صفحة جديدة مع حماس، وبحث ترميم العلاقة بينها والقاهرة، والتي ساءت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، عقب حظرها ووصمها بالإرهاب، بعد مدة قصيرة من اعتبار ذراعها العسكرية كتائب القسام "منظمة إرهابية" أيضاً، وعلى ضوء تضييق الخناق عليها من خلال استمرار إغلاق معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، وهدم الأنفاق الأرضية الحدودية التي كانت تعتبر شريان الحياة بالنسبة لغزة، ثم إقامة المنطقة الحدودية العازلة. وذكر أن المخابرات أكدت لأبو مرزوق أن القرارات القضائية الأخيرة الصادرة بحق حماس في المحاكم المصرية لا تساوي شيئاً، وأنها معنية اليوم بعلاقة جيدة معها، مشيراً إلى أن المخابرات شهدت لحماس خلال اللقاء بنظافة يديها من الأحداث الأمنية في سيناء، وحرصها على الأمن المصري القومي، عبر تأمين الحدود وضبطها. وأورد المصدر أن المخابرات نقلت لأبو مرزوق أنها تعلم بوجود اتصالات بين مشعل وضباط أمنيين مصريين، إضافة إلى اتصالات له مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، وسألته عن تدشين خط اتصال مباشر مع أبو الوليد (خالد مشعل)؛ من أجل بحث ترتيب العلاقة. وفسّر المصدر هذا المستجد في العلاقة بين حماس والقاهرة، بأنه ثمرة الضغط السياسي الذي تمارسه دول عربية في المنطقة على القاهرة، استجابة للتحولات الإقليمية الحاصلة، ملمحاً إلى المملكة العربية السعودية، التي أوردت تقارير أنها تعمل على دمج حماس في المحور السني؛ لمواجهة تبعات التوسع الإيراني في المنطقة العربية. وكشف المصدر ذاته ل"الخليج أونلاين" أن أول ما سطّرته المخابرات المصرية في الصفحة الجديدة للعلاقة مع الحركة الإسلامية، سماحها لأبو مرزوق بمغادرة مصر، بعدما كانت تفرض عليه إقامة جبرية، وتمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي على أراضيها. وغادر أبو مرزوق القاهرة في العشرين من مارس المنصرم متوجهاً إلى الدوحة؛ بغرض إجراء عملية جراحية. وكان القيادي في حماس بغزة، إسماعيل الأشقر، كشف ل"الخليج أونلاين" في وقت سابق، عن لقاءات قريبة ستجري في القاهرة بين قيادات من الحركة ومسؤولين مصريين؛ لبحث ملفات مهمة بين الجانبين. وأكد أن الظروف الآن بين غزةوالقاهرة إيجابية لعقد مثل هذه اللقاءات المهمة، خاصة بعد تدارك مصر الأمر، وتراجعها عن اعتبار حماس "منظمة إرهابية". وقال إن مصر دورها ريادي وكبير في احتضان القضية الفلسطينية والفصائل المقاومة، "ونرجو منها أن تبقى كذلك". وتوترت علاقة حركة حماس مع مصر بشكل كبير عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، في الثالث من يوليو2013، وزعمت وسائل إعلام مصرية مقربة من الانقلاب، بالضلوع في هجمات وتفجيرات إرهابية استهدفت سيناء، وهو ما تنفيه الحركة.