عامل النظافة.. مهضوم الحق على مرور الحكومات، يلقى ما يلقاه من الإهانة في المجتمع العربي بشكل عام وخاصة في مصر، دون مقابل مادي يحترم آدميته، رغم شقائه في عمله كونه عمل يحتاج لمجهود كبير، ويظهر آثرة جليا في الشوارع. عامل النظافة أو إن شئت قل مهندس النظافة كما يطلق عليه في بعض البلدان المتحضرة، يلقى في الغرب التكريم والحفاوة، بينما في مصر الإهانة والإذلال من قبل السؤولين أو حتى عامة المواطنين والذين يطلقوا عليه حينا "الزبال". ظهر بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية مدى تأثير وجوده في مجتمعنا المصري، إذ عانت عدة محافظات من انتشار أكوام القمامة بشكل كبير أدى لغضب وتذمر المواطنين بعد تغيبه عن أداء عمله في الفترة الأخيرة، وسط انتشار للحشرات والرائحة الكريهة بمعظم الشوارع، وتخوفات من انتشار الأمراض المعدية. وأرجع بعض العمال السبب في عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية، ما يدفعهم لعدم آداء عملهم، فيما لا تبالي لأمرهم حكومة ولا نقابات عمالية، ولا يتاح لهم بوقا يسمع لهم صوت من خلاله. أفاد "عم حسن – عامل نظافة" ل"رصد" قوله: إنه يتكبد مشاقا كثيرة في مهنته، ولا يلقى المقابل المادي العادل، فضلا عن حرمانه من التأمين الصحي والبدالات والكفائات كغيره من أي موظف أو عامل في الدولة، مشيرا إلى أنه يعول 6 أبناء ومرتبه هزيل للغاية ولا يستطيع تلبية طلباتهم. وأضاف: "محدش بيبص لينا خالص، احنا في نظرتهم زبالين ملناش لازمة، حتى السكان حولينا بيقولوا لولادي يا ولاد الزبال، يعني أنا لقيت شغلانة غيرها ومشتغلتش، أسرق ولا أشحت علشان أعيش؟". وعبر آخر عن غضبه من تحميل الناس لهم تبعات مشكلة انتشار القمامة، مؤكدا أنهم يعملون، لكن المشكلة الأكبر في الحكومة التي لا توفر لهم معدات وعربات خاصة لعملهم. واستطلعت "رصد" آراء الأهالي عن دور عامل النظافة، وأسباب انتشار القمامة في الشوارع في الوقت الحالي، ومن المتسبب فيها، فقال المواطن "أحمد علي"، إن دور عامل النظافة لا يقل عن دور أي فرد من المجتمع، مؤكدا ضرورة احترام وتقدير تلك المهنة. وأضاف آخر أن عمال النظافة لا يؤدون عملهم، وينتظرون مقابلا ماديا لجمع القمامة. وتابعت "أمل": "عامل النظافة في مصر مبيشتغلش علشان مبياخدش أجر كويس، وكمان هيلاحق على إيه ولا إيه، نبدأ احنا بنفسنا الأول، وكل واحد يحافظ على المكان اللي فيه، والبلد هتبقى نضيفة".