وتستمر روايات شهدائنا وفرسان الميادين معنا، فهم من قدموا أرواحهم، من أجل وطنهم ونصرة شرعيتهم، ومن أجلنا جميعا، فقد شهد العالم كله مجازر 14 أغسطس، ذلك اليوم المحفوربعقولنا، ألا وهو يوم الفض لأكبر ميادين مصررابعة والنهضة، وبعدها ميادين أخرى غرقت بدماء شبابنا وبناتنا وشيوخ دون إنسانية بيد عسكر وبلطجية الداخلية، ولذلك كان لنا هذ الحوار مع زوجة البطل الشهيد محمد سامى. من هو محمد سامى؟ ومتى استشهد؟ أنا وسام زوجة حبيب عمري، محمد سامى 27 عام، والد لابن واحد، معتز، ثلاث سنوات، استشهد في 14 أغسطس برصاص حى بالكتف فوق القلب مباشرة بعد الفض وقت اعتصامه بشارع الهرم بالجيزة. كان محمد من معتصمى النهضة، وقبل الفض بساعات خرج للذهاب لعمله ولكن بمجرد سماع خبر الفض ذهب ليشارك أحبابه، ولكنه وجد الميدان قد أصبح ركاما ما بين مصاب وشهيد ومعتقل ومحروق، فعاد زوجى لأقرب مكان للنهضة والذى امتلأ بدم الشهداء. ماهى آخر كلمات بينك وبين الشهيد محمد؟ كانت آخر المكالمات بيني وبين محمد كلها توصية بالحفاظ على ولدنا، وأن استكمل رسالته، وأن لا أخشى عليه، وعندما اتصل بي قبل استشهاده بساعات لكى يطمئن على ويطلب مني العودة لمنزلنا، سألته هل ستذهب معي، فأجاب لا، فقلت وأنا معك لن أذهب، فودعني بابتسامة، وقال لي جددي نيتك بأن هذا العمل لله. كيف استقبلتى خبر استشهاد محمد؟ كانت أصعب لحظة على قلبى حينما كنت أساعد الأطباء في الاسعافات الأولية للمصابين، وفوجئت بصديقة لى تقول محمد مصاب لم أصدقها وذهبت ابحث عنه، لأجد جميع أصحابه حوله، فنظرت له وأحضته، ولم أبكي، بل ابتسمت لأنه كان لدي أمل بأن الجرح بسيط، ولكنه بدأ ينزف كثيرا من أنفه وكتفه، وذهبنا به لمستشفى، وكانت اللحظة قاسية، حينما قال الطبيب البقاء لله، احتسبته شهيدا وبكيت وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله، ونظرت لمن حولي من أحبابه فوجدتهم يبكون فاقتنعت أنه فارقنا واصطفاه الله، لكى يلحق بأحبته الذي بكى على فراقهم، وكان دائما يقول أن الله لم يختاره مثلهم لأنه لا يستحق ما أعطاه الله لهم ألا وهى الشهادة فى سبيله، وكان يررد هذه الكلمات قبل استشهاده بيومين. من هم أصدقاء محمد من الشهداء؟ كان محمد ملازم وصديق جامعة لمحمد قابيل، شهيد النهضة، وعبد الرحمن عزت، شهيد ماسبيرو، وعمرعزت، وأحمد سعيد، شهيدا رمسيس، واللذان حضرا جنازة زوجى وبكيا ودعوا الله أن يكونا شهداء. ما أصعب لحظات تعيشينها بعد استشهاد محمد؟ حينما يستيقظ معتز وينادى ويقول "يابابا هشوفك امتى وتجيبلي لعبة معاك". ما الرسالة التي توجهينها لزوجك ولمؤيدي الشرعية ولعبد الفتاح السيسي؟ أوجه رسالة حب وتحية لزوجي صاحب أجمل رسالة نصرة لشريعتنا، وأقول له "اتمنى أن أكون أنا الحور العين لك، وأعدك بأنى سأربي ابننا على طريقنا الذي اخترته، وسأحتسبه شهيدا مثلك". وأوجه رساله لمؤيدي الشرعية "استمروا على طريقكم، انتم أملنا، حفظكم الله وثبت خطاكم". واوجة رسالة لكل مراسل وصحفي: "أنتم على حق ورسالتكم أكبر من أي باطل.. فاثبتوا". واوجه رسالة للسيسي " لماذا كل هذا الحقد والغل لتقتل كل هذه الأعداد بلا ضمير وبلا إنسانية، اعلم أن النصر القادم وأننا لن نتنازل عن القصاص".
