رصدت صيحفة “التليجراف” البريطانية تغيرا في أسلوب تعامل الولاياتالمتحدة الذي طالما اتسم باللين مع النظام الإسلامي الحاكم في مصر . وأشارت الصحيفة – في تعليق أوردته في موقعها الإلكتروني الخميس – إلى انتقاد الولاياتالمتحدة، على لسان سفيرتها بالقاهرة آنا باترسون، لما وصفته بخلو الساحة السياسية المصرية من القيادات ، إضافة إلى القيود المفروضة على حرية الصحافة . ونوهت الصحيفة عن التوجه الغامض الذي انتهجه البيت الأبيض في تعامله مع النظام في مصر منذ قيام الثورة ، مشيرة إلى إحجامه عن توجيه نقد صريح لهذا النظام ، حتى بشأن الدستور الذي وصفته بالمتشدد . وأعادت إلى الأذهان أن الولاياتالمتحدة طالما كانت متهمة من قبل نشطاء ليبراليين بتقديم الدعم الضمني لقيادة الإسلاميين الجدد ، مشيرة إلى اتهام الناشط الحقوقي بهي الدين حسن الشهر الجاري للرئيس الأمريكي باراك أوباما ب”توفير غطاء” للنظام والسماح له بتنفيذ سياسات بعيدة عن الديمقراطية . ولفتت “التليجراف” إلى إشارة السفيرة الأمريكية، في حديث أدلت به الأسبوع الماضي بمدينة الإسكندرية، إلى تصاعد حدة أزمة الاقتصاد المصري وحالة السقوط الحر التي يشهدها الجنيه ، وتأخر اعتماد قرض صندوق النقد الدولي ، قائلة “إن أي اقتصاد قد تعتريه فترات ضعف، لكنه يتعافى متى توفرت إرادة القيادات السياسية”. وتابعت باترسون “إن أسوأ مسار يمكن أن تنتهجه أي حكومة أو قيادة سياسية -سواء في الحكم أم في المعارضة – إنما هو التقاعس عن اتخاذ قرارات والتواني عن استخدام السلطات وإظهار اللامبالاة حيال الأزمات”.