وجهت النيابة تهمة “القتل العمد” الى العداء المعوق أوسكار بيستوريوس في الجريمة التي ذهبت ضحيتها صديقته عارضة الازياء ريفا ستينكامب، في حين قدم الدفاع فرضية الحادث خلال الجلسة التي صادفت يوم جنازة الشابة. وقال النائب العام جيري نيل بحسب ما أفادت الوكالة الفرنسية أنه “فتح النار وقتل امرأة بريئة غير مسلحة. اطلق النار اربع مرات”، مفصلا العناصر التي تبرر قرار عدم الافراج عن العداء بكفالة. وأضاف “ان الضحية اصيبت بثلاث رصاصات أثناء تواجدها في الحمام الذي خلع بابه من الخارج. نعتقد ان الباب كان مغلقا بالمفتاح”. وأوضح ان “المتهم لم يقدم روايته للوقائع في حين انه لم يكن في المنزل سوى شخصين في تلك الليلة”. وتابع “وضع ساقيه الاصطناعيين ومشى سبعة امتار ثم أطلق النار”. وكان بيستوريوس (26 عاما) اول عداء ذو ساقين إصطناعيتين يشارك في العاب أولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في تصفيات سباق 400 متر ضمن رياضة العاب القوى في اولمبياد لندن 2012 وبلغ نصف النهائي. وقد شارك بعد ذلك في دورة الالعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في لندن ايضا واحرز ذهبية سباق 400 متر. كما سبق له احراز ثلاث ذهبيات في دورة الالعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في بكين عام 2008 في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر. ودخل بيستوريوس الى قاعة المحكمة في بريتوريا (شمال) وكانت علامات القلق ظاهرة على وجهه وكان يتمتم وكأنه يصلي. وجلس والده هنكي وشقيقته ايمي التي ارتدت ملابس سوداء وبدت متعبة، في الصف الثاني المخصص للجمهور ووسائل الاعلام التي جاء ممثلوها من كافة اقطار العالم لتغطية المحاكمة. واجهش بيستوريوس بالبكاء عندما احتج محاميه باري رو على كلمة “جريمة” مشيرا الى “حالات اخرى اطلق خلالها ازواج النار على زوجاتهم عن طريق الخطأ ظنا انهن لصوص”. وتابع المحامي “ليس هناك اي عنصر يشير الى جريمة متعمدة. كل ما نعرفه هو انها اغلقت على نفسها في الحمام. وقتلت في الحمام كان يعتقد انها لص” معربا عن الاسف “لمقتل ريفا ستينكامب المأساوي في سن مبكرة”. وفي الاثناء، بدأت مراسم تشييع ريفا في بورت اليزابيث (جنوب) في محرقة خاصة قرب حديقة في المدينة الساحلية التي نشأت فيها العارضة التي كانت ناشطة في حملات مكافحة العنف ضد النساء. وقال النائب العام ان “المتهم قال لشقيقته انه كان يظن انه سارق. ولماذا يحتمي سارق في الحمام؟”. من جهته قال محامي بيستوريوس ان “المتهم ليس لديه اي سوابق او اي ملف جنائي ولا قضية ضده باستثناء هذه القضية”. وسأل القاضي بيستوريوس “اذا كان يفهم انه لا يحق له الكذب بشأن ادانات سابقة”. واجاب بصوت يرتجف “نعم سيدي”. وذكرت صحيفة “ذي تايمز” ان المحققين اجروا تحاليل لكشف ما اذا كانت هناك آثار لاي نشاط جنسي في غرفة المتهم في تلك الليلة وفي هذه الحالة لمن تعود. وتساءلوا ايضا بحسب المصدر نفسه، لماذا لم تكن سيارة بيستوريوس في الموقف المخصص لها كالعادة وبقي المفتاح بداخلها. وفي حين ان شجاعة بيستوريوس جعلت منه رجلا مثاليا في نظر العالم ومثالا أعلى لحملات دعائية عديدة، التفاصيل التي نشرت عنه حولته الى شخص مضطرب يتذرع بنسبة جريمة مرتفعة في جنوب افريقيا للتزود بكمية من الاسلحة المتطورة رغم تجهيز منزله باجراءات أمنية كبيرة. وأكدت الصحافة العثور في منزله على هرمونات منشطة وحقن. وكان الرياضي طلب الحصول على تراخيص لشراء بنادق مافريك وموسبرج ووينشستر وفيكتور 223 ومسدس سميث اند ويسون 500 واخر من عيار 38 بحسب صحيفة “ذي ستار”. والجلسة التي تتعلق فقط بطلب الافراج عن العداء بكفالة ستستمر حتى يوم غد الاربعاء بانتظار بدء المحاكمة فعليا.