يعقد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري محادثات مهمة الاثنين مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول عملية السلام في أفغانستان. والقمة في قصر تشيكرز، مقر الإقامة الريفي لرئيس الوزراء البريطاني في جنوب شرق إنجلترا، تهدف إلى تعزيز التعاون بين أفغانستانوباكستان وسط مخاوف من إندلاع حرب أهلية بعد إنسحاب القوات الدولية من أفغانستان السنة المقبلة. وقالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية ان “هذه المحادثات الثلاثية توجه رسالة واضحة الى طالبان بانه حان الوقت ليشارك الجميع في عملية سياسية سلمية في افغانستان”. ودعم باكستان التي ساندت نظام طالبان في افغانستان بين 1996 و 2001، يعتبر حاسما بالنسبة لعملية السلام في هذا البلد بعد رحيل قوات حلف شمال الاطلسي، لكن العلاقات بين البلدين الجارين تبقى صعبة رغم بعض التحسن الذي سجل في الاونة الاخيرة. وتتهم واشنطنوكابول بانتظام اسلام اباد بالمساهمة في زعزعة استقرار افغانستان. لكن المفاوضين الافغان في عملية السلام رحبوا ببادرة اسلام اباد الافراج عن 26 من معتقلي طالبان في الاشهر الماضية في خطوة يعتقدون انها قد تحمل المتمردين الى طاولة المفاوضات. وفي مؤشر الى تحسن العلاقات بين كابول واسلام اباد، اللتين تتبادلان منذ سنوات الاتهام بايواء ودعم عناصر طالبان، توجه وزير الدفاع الافغاني هذا الاسبوع الى باكستان في زيارة تستغرق خمسة ايام التقى خلالها قائد الجيش الباكستاني. واستضاف كاميرون كرزاي وزرداري على مادبة عشاء خاص في تشيكرز مساء الاحد قبل المحادثات المعمقة الاثنين. والاثنين سيستكمل القادة الثلاثة محادثاتهم التي سيشارك فيها ايضا مسؤولون سياسيون وامنيون افغان وباكستانيون في سابقة من نوعها. وتشكل هذه المحادثات الثلاثية جولة ثالثة من المباحثات بعد اجتماعين عقدا العام الفائت في كابول في يوليو ونيويورك في سبتمبر. وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية وتلفزيون اي تي في في وقت متاخر الاحد قال كرزاي ان التهديد الاكبر للسلام في افغانستان ليس حركة طالبان وانما التدخل من قوى اجنبية. وقال الرئيس الافغاني ان “السلام سيعم فقط حين يتم اشراك العناصر الاتية من الخارج الضالعة في خلق عدم الاستقرار والقتال او الفوضى في افغانستان، في المحادثات”. واعتبر كرزاي ايضا ان القوات الغربية “كانت تقاتل في المكان الخاطىء” في افغانستان مشيرا الى ان الامن في ولاية هلمند بجنوب البلاد كان افضل قبل مجيء القوات البريطانية اليها.