اختتمت حركة المقاومة الإسلامية حماس مهرجان ذكرى انطلاقتها الخامسة والعشرين بدعوة كافة الفصائل الفلسطينية للمصالحة الوطنية وصياغة برنامج سياسي جديد يراهن على المقاومة المسلحة. وشارك في مهرجان “حماس” العديد من الشخصيات الفلسطينية والعربية والإسلامية وكان الحضور الأبرز لرئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي وصل أمس الجمعة من قطر للمشاركة في مهرجان الانطلاقة. وتحدث في المهرجان، الذي أقيم في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة وحضره عشرات الآلاف من الفلسطينيين، رئيس حكومة قطاع غزة إسماعيل هنية، ومتحدث باسم كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن “مرجعية الشعب الفلسطيني واحدة وهي منظمة التحرير الفلسطينية ولكن يجب أن نعيد بناءها على أسس سياسية وديمقراطية تضم كل أبناء الوطن”. وأضاف مشعل، في كلمة له خلال الاحتفال، “آن الأوان لطي صفحة الانقسام، فمن يظن أن الانقسام مصلحة مخطئ، ومن يعتقد أن حماس مصلحتها في الانقسام مخطئ، فنحن نؤمن بالمصالحة والوحدة الوطنية، ونرى أن الانقسام كارثة”. وأوضح أن مصر، وبرعاية رئيسها محمد مرسي، سيكونون رعاة للوحدة الوطنية الفلسطينية قريباً جداً. واعتبر أن الخطوة التي أقدم عليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالحصول على عضوية لدولة فلسطين في الأممالمتحدة هي دعم للقضية الفلسطينية. وشدد على ضرورة التقاء كافة القوى الفلسطينية على برنامج سياسي ينحاز للوطن وحق العودة ويستعين بالمقاومة وبقية أشكال النضال فإسرائيل أدارت ظهرها للجميع. وأضاف “مستعدون للتوافق السياسي فلسطينيًا وعربيًا على برامج سياسية مشتركة لا تكون على حساب ثوابتنا الفلسطينية ودون أن تعني تفريطًا أو اعترافًا بإسرائيل، تعالوا نراجع برنامجنا السياسي الذي أرهقنا وأفشته إسرائيل”. ورأى أن الدولة التي اشتغل عليها المفاوضون سنوات طويلة قضت عليها إسرائيل، قائلاً “تعالوا نأخذ العبرة ونستجمع أوراق القوة ونراهن على المقاومة، فهي ستظل العمود الفقري للشعب الفلسطيني”. من جانبه، قال إسماعيل هنية إن حركته ستبدأ بوضع “إستراتيجية فلسطينية وعربية وإسلامية من أجل تحقيق التحرير الشامل لكل فلسطين”. وأضاف أن هذا الانتصار يعني “بداية انكسار العدو ونهاية انتشاره، فلن يشهد أي تمدد على الأرض الفلسطينية أو العربية وسيبدأ بالانحسار”. وكشف أن ما بين 40-50 عضوًا في كتائب القسام قُتلوا خلال “إعدادهم وتجهيزهم للانتصار الذي حققته المقاومة على إسرائيل” الشهر الماضي. وأضاف: “السنوات الماضية كانت سنوات صمت عميق.. كانت سنوات إعداد واستعداد وعمل بالليل والنهار.. الآلاف كانوا تحت الأرض وفوق الأرض.. العشرات استشهدوا في مراحل الإعداد، وكنا نقول عنهم إنهم استشهدوا في مهمات جهادية والناس لا يعلمون ما هي المهمات الجهادية”. وأكد على أن الجهاد والمقاومة المسلحة هما الطريق الحقيقي والصحيح للتحرير واستعادة الحقوق ومعها كل أشكال النضال السياسي والدبلوماسي والقانوني لكن لا قيمة لهذه الأشكال دون مقاومة مسلحة. من جانبها، قالت قيادة كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، إنها حاربت إسرائيل خلال المواجهة المسلحة التي خاضتها ضدها الشهر الماضي، ب”عُشر” قواتها، ناصحة الإسرائيليين ب”حزم أمتعتهم والرحيل قبل فوات الأوان”. وقال متحدث باسم قيادة كتائب القسام خلال المهرجان: “قاتلنا إسرائيل بعُشر قوتنا ورجالنا فقط بالقوات الصاروخية البسيطة وقوات الدفاع الجوي المحدود، فكيف لو قاتلنا بكافة قواتنا”.