يروي الأب والأم المكلومين في 4 من أبنائهم في حادث قطار اسيوط ل”ONA” تفاصيل الحادث الأليم. أم أدهم البالغة من العمر 32 عام والتي فقدت 4 من أطفالها في الحادث المأساوي الذي راح ضحيته 55 طفل روت ل”ONA” مابدأ يفعله أبنائها منذ أسبوعين مضى، وذكرت أم أدهم أن ابنائها بدأوا منذ أسبوعين فى الإستيقاظ لأداء صلاة الفجر جماعة ولكن الغريب أن إحدى بناتها وهى (ريم) البالغة من العمر 11 سنة بدأت تسألنى (هو ياماما اللى يموت صغير ربنا بيحاسبه وبيدخل الجنة ولا لأ) وما دعانى للإستغراب والخوف تكرار سؤالها على مدار الأيام التى مضت وكنت دائماً أرد عليها قائلة إستعيذى بالله من الشيطان الرجيم وبلاش أسئلة ياماما بالشكل ده. وأكملت الأم التى أغرقت الدموع عيونها أنها ليلة الحادث رأيت فى المنام أمامي مجموعة من الحمام وعندما اقتربت منهم وحاولت الإمساك بهم طار كل الحمام فإستيقظت مفزوعة فوجدت أطفالى جميعهم حتى الصغير فيهم يؤدون صلاة الفجر جماعة وبعد الصلاة أعددت لهم الإفطار فتناولوا كلهم الإفطار عدا أختهم الكبرى ريم التى رفضت تناول الإفطار وهذا ما استرعى انتباهى لأنه ليس بعادتها. وعن أبنائها الشهداء أدهم ابن التسع سنوات وهو الولد الوحيد بين شقيقاته الخمس الذى راح منهم أربعة ولم يتبق سوى إثنتين والشهيدات هم “أروى 5 سنوات ونور 3 سنوات وريم 11 سنة” قالت أنهم كانوا متعلقين جداً بالقرآن الكريم حتى أنهم كانوا يضعون المصحف بجوارهم عند نومهم ويستيقظون من نومهم ليكملو حفظهم ويضعوه فى حقائبهم قبل الذهاب الى المدرسة. سكتت الأم قليلا ونظرت إلى مكان داخل منزلها ثم علا صوتها بالبكاء قائلة ، هنا وفى نفس هذا التوقيت كانت جلستهم ومكان تجمعهم للغداء ، اليوم سوف لا أراهم فيه مره أخري . وأكملت الأم حديثها ” إعتاد أبنائى على أن يودعونى بطريقة خاصة حيث يقبلوني ثم يطلبون من سائق الأتوبيس ألا يتحرك من أمام المنزل حتى يروني وأنا ألوح لهم بيدي وفى هذا اليوم كانت أحضانهم حارة وقبلاتهم كثير وهرولوا بسرعة إلى أتوبيس المدرسة وظللت أنظر إليهم حتى غاب الأتوبيس عن أنظاري وبعدها بربع ساعة سمعت بقدوم جدهم يبلغنى أن الأتوبيس تعرض لحاث بعد اصطدامه بسيارة ، حيث خبأ على جدهم أن يكون قد صدمهم القطار وفى نفس اللحظة رأيت زوجي فى الشارع يجرى فى الشارع بملابس المنزل هنا أدركت أن (أولادي ماتوا) فعاد زوجي إلى المنزل مرة ثانية وصلى ركعتين وغير ملابسه وخرج ليبحث عنهم بين الأشلاء والجثث ، فعاد حاملاً تيشيرت لأبنى الوحيد وقال لى هذا ما تبقى من أولادي الأربعة ، فانهرت فى البكاء. وأكمل الأب حمادة أنور الذي بدأ متماسكاً وقال إن أولادي فى ذمة الله وقد تربيت وتربوا على محبة شيخين جليلين هما الشيخ محمد حسان والشيخ محمود المصري وتعلمنا منهم القضاء والقدر وأطلب من الله أن يثبتنى وأنا أرى أن ما حدث قضاء وقدر وأنا مسامح حتى المتسبب فيه ومسامح “عامل المزلقان” وأى أموال ستأتى لأولادى من تعويضات ساقدمها للفقراء والمساكين ، كما أننى سأتبرع بمساحة من الأرض لبناء معهد أزهرى بأسماء أولادى كما كنت وعدتهم بجهازين كمبيوتر وبالفعل قمت بشرائهم ولكن الحادث لم يمهلهم ، لذلك سأتبرع بهم وأدعوا من الله أن يصبرنى وأدعو تحديداً الشيخ محمد حسان الدعاء لى .