اتهم كبار المسؤولين الديموقراطيين الاحد المرشح الجمهوري ميت رومني بتسييس “جبان” للهجوم الدامي على القنصلية الاميركية في بنغازي لخدمة طموحاته الرئاسية. وبحسب وكالة فرانس برس أثار الهجوم ردود فعل سياسية تحولت الى ملف شائك في اطار المواجهة الطاحنة بين رومني والرئيس الديموقراطي باراك اوباما من اجل تولي الرئاسة قبل 23 يوما على انتخابات السادس من نوفمبر. وقتل السفير الاميركي كريس ستيفنز وثلاثة من الدبلوماسيين في هجوم مسلحين بالقنابل على المجمع الدبلوماسي الاميركي في بنغازي شرق ليبيا في 11 سبتمبر. وطرحت تساؤلات عن مستوى الامن غير الكافي وردود ادارة اوباما المتبدلة ومستقبل الربيع العربي وتصاعد نفوذ القاعدة في شمال افريقيا بالتزامن مع تسييس حاد ومرير للمعسكرين مع تفاقم حدة السباق الى البيت الابيض. وزاد نائب الرئيس جو بايدن المشكلة في مناظرته مع مرشح رومني لمنصب نائب الرئيس بول راين ليلة الخميس عندما اجاب “لم نطلع على الامر” ردا على سؤال حول تجاهل مطالب بتكثيف الحماية الامنية قبل الهجوم. في اليوم التالي هاجم رومني بايدن متهما اياه بالتناقض في شهادة ادلى بها تحت القسم لمسؤولين اميركيين اكدوا ان الخارجية الاميركية رفضت تلبية مطالب امنية قبل هجوم بنغازي. واوضح البيت الابيض لاحقا ان بايدن كان يتحدث عن نفسه والرئيس فقط وليس الادارة موضحا ان المطالب الامنية الروتينية للبعثات الدبلوماسية لا تبلغ هذا المستوى من سلسلة القيادة. ولجأ مساعدو اوباما الى برامج الاحد الحوارية الاخبارية لاتهام رومني بتسييس المأساة خلافا لرغبة والد السفير ستيفنز الصريحة. وذكروا المشاهدين بان رومني واجه ادانة واسعة حتى من بعض الجمهوريين لاتهامه ادارة اوباما “بالتعاطف” مع المتطرفين اثناء التحقيق في احداث بنغازي. وقال كبير مستشاري حملة اوباما روبرت غيبز عبر برنامج “وضع الاتحاد” على شبكة سي ان ان “لا نحتاج الى دبلوماسية رد الفعل وعندما صدر اول رد لميت رومني على ما كان يحصل في ليبيا انتقده حزبه على عدم حساسيته”. كما تحدث زميله المحلل الاستراتيجي ديفيد اكسلرود عبر برنامج “فوكس نيوز صنداي” مؤكدا انه “منذ بدء القضية وقبل توضيح اي من الوقائع كان (رومني) يحاول استغلالا بطريقة جبانة”. لكن بغض النظر عن احتجاجاتهم فان تبدل تصريحات الادارة الاميركية حول ما حدث في بنغازي فتح المجال امام اتهامات مسيئة. فبعد خمسة ايام على الهجوم قالت السفيرة اميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس ان المعلومات الاولية تشير الى ان الهجوم اتى في اطار احتجاج عفوي على الفيلم المسيء للاسلام الذي اثار تظاهرات مشابهة في وقت سابق في تلك الليلة في القاهرة.