أ ش أ أكد السفير ايهاب فوزي مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي مجددا على موقف مصر الثابت من حتمية الحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية وعدم المساس به، فضلاً عن عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، "فطالما كان الحفاظ على قوام الدولة وإصلاحها من الأولويات الأساسية للسياسة الخارجية المصرية". جاء ذلك في كلمة وزارة الخارحية امام اجتماع لجان التضامن العربية ال29 ، والذي عقد اليوم بالقاهرة تحت عنوان "الحفاظ على الدولة الوطنية"، بحضور ممثلي لجان التضامن العربية من فلسطين،العراق، لبنان، تونس،المغرب،البحرين، سوريا، ليبيا، السودان والأردن. وقال السفير ايهاب فوزي ، إنه دائماً ما تؤكد مصر على عدم وجود حلول جزئية للأزمات التي تشهدها دول المنطقة واختص بالذكر هنا الأزمات في ليبيا وسوريا واليمن، "فلا يمكن الخروج من تلك الأزمة التي تواجهها سوريا أو إنهاء الكارثة الإنسانية التي تعيشها اليمن أو استتاب السلام في ليبيا إلا باستعادة الدولة الوطنية بكافة مؤسساتها". ولفت الى انه قد طرأ على عالمنا المعاصر العديد من المتغيرات السياسية والأمنية، لا يمكن أبداً إغفالها أو الاستهانة بتبعاتها، فضلاً عن التغير الذي طرأ على نوعية المخاطر التي تواجه الدول، "وتشهد منطقتنا محاولات للنيل من مفهوم الدولة الوطنية القائمة على مفاهيم المواطنة والديمقراطية والمساواة خاصة في ظل التحديات الأمنية والإستراتيجية المشار إليها، فتعد منطقتنا من أكثر بقاع الأرضعرضة لمخاطر تفكك الدول الوطنية، الأمر الذي ينتج عنه خلق بيئة خصبة للإرهاب والتطرف وتفاقم الصراعات الطائفية، تلك الصراعات- التي إلى جانب النزاعات الأهلية الداخلية– تعد هي المسئولة بشكل رئيسي عن تفشي أخطر ظواهر عالمنا المعاصر على رأسها أزمتي النازحين والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى جرائم الاتجار في البشر والاتجار غير المشروع في الأسلحة والمخدرات فضلاً عن الجريمة المنظمة والعابرة للحدود، وهي جميعاً جرائم لا تمثل مخاطر على مفهوم الأمن والاستقرار بالمنطقة فحسب وإنما هي تهديد للإنسانية بأثرها". وشدد مساعد وزير الخارحية على ان مصر لم تدخر جهداً في سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية، فهي القضية التي تحتل صدارة أولويات السياسة الخارجية المصرية دولياً وإقليمياً، وتستمر جاهدة في التواصل مع كافة الأطراف المعنية لتحقيق السلام العادل والشامل، كما أنها تتقدم سنوياً بكافة محافل وأجهزة الأممالمتحدة بقرارات للتأكيد على كافة الحقوق الفلسطينية ، ويجب أن نتحسب في ذات الوقت من محاولات تقويض قضايا الحل النهائي، وهو ما شهدناه مؤخراً بإعلان البعض نيتهم نقل سفارات بلادهم المعتمدة لدى إسرائيل إلى القدسالشرقية، أو محاولة تعديل مبادئ قانونية راسخة مثل تعريف اللاجئ الفلسطيني بهدف النيل من إحدى قضايا الحل النهائي الرئيسية، وهي قضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم. واشار إلى الدور المحوري الذي تلعبه مصر في إطار المحافل الدولية والإقليمية ، والذي تجلى خلال عضويتها الأخيرة بمجلس الأمن الدولي للفترة 2016/2017، ومشاركتها الفاعلة بالجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها الفرعية المعنية بمسائل حفظ وبناء السلام، وكذلك في إطار عضويتها الحالية في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، للدفع نحو تبني منظور شامل لا يقتصر على إدارة النزاعات والحد من العنف، وإنما يهدف إلى تحقيق تسوية سلمية ونهائية للنزاعات من أجل بناء سلام شامل ومستدام . وقال السفير ايهاب فوزي انه من المقرر أن تستضيف القاهرة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات والذي سيتم تدشينه خلال العام الجاري بناء على مبادرة مصرية، حيث سيهدف المركز لبناء القدرات الأفريقية وتنسيق برامج وسياسيات مختلف الأطراف لبناء السلام في أفريقيا، ولاسيما في مناطق وثيقة الصلة باستقرار المنطقة العربية، خاصة منطقة الساحل الأفريقي التي تشهد العديد من التحديات التي تؤثر على أمن الدول العربية. ويتزامن ذلك مع تولي مصر منصب نائب رئيس لجنة الأممالمتحدة لبناء السلام وتوليها ملف تعزيز الشراكة بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في مجال بناء واستدامة السلام في إفريقيا. واكد مساعد وزير الخارجية، في ختام كلمته ، على أن تحقيق تطلعات وآمال شعوبنا في الأمن والتنمية وحقهم في حياة كريمة هي أمانة تقع على كاهل كل مسئول لن تتحقق سوى بتضافر كافة الجهود في تلك المرحلة وذلك لما تفرضه تحديات اليوم السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية من ضرورة لتعزيز التعاون القائم بين الدول وحشد الجهود الحثيثة للتعامل مع أزمات المنطقة، أملا منا في بناء مستقبل أكثر رخاء ينعم شعوبه بالسلام في كافة بقاع أراضيه.