أ ش أ أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، دراسة حديثة تتناول عودة تنظيم (داعش) مرة أخرى لظاهرة تجنيد الاطفال بعد هزائمه المتكررة في معاقله التقليدية بسوريا والعراق، وذلك بعد أن فقد التنظيم الكثير من مقاتليه في العمليات العسكرية التي تتم ضده. وأوضحت الدراسة أن عودة ظاهرة تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة تشير لإفلاس تنظيمي يعاني منه داعش، مشيرة إلى أن التنظيمات تلجأ إلى هذه الأساليب، ليس فقط لتعويض نقص المقاتلين; بل لتعويض خسائرهم المتتالية بالإضافة إلى تجييش الموجودين في مناطق الصراع، لإظهار أن رسالة التنظيم تجد تأييدا واسعا يصل إلى حد إيمان الأطفال بهم. وأكدت الدراسة أن داعش أقام مكتبين لتجنيد الأطفال بسوريا في منطقتي البوكمال والميادين، بالإضافة إلى أنه أقام معسكرات أخرى بعيدة عن مناطق الصراع، ففي تركيا، أقام التنظيم شبكة لاستقطاب وتجنيد الأطفال في حي "أولوجانلار" بالعاصمة أنقرة لمبنى مكون من خمسة طوابق يعرفه المواطنون هناك على أنه مكتبة، إلا أن التنظيم يستخدمه في تدريب الأطفال وتجنيدهم، حيث كشفت مداهمة المكان عن وجود 30 طفلا من بينهم 25 فتاة تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عاما داخل المبنى. وبينت الدراسة، أيضا، أن التنظيم يسعى، من خلال هذه الاستراتيجية، إلى ربط أجيال جديدة به، والحفاظ على أفكاره المتطرفة باقية حتى وإن رحل كبار قادته، إذ يراهن على هؤلاء الأطفال أن يصبحوا مقاتلين مدربين على مستوى رفيع في المستقبل، لا سيما أن حداثة سنهم تعطي قادة التنظيم فرصة قوية لتنشئتهم على أفكاره ومعتقداته الدينية والقتالية وتصوراته و مدركاته، كما أن الاستعانة بالأطفال في تنفيذ العمليات الإرهابية يسهل من فرص نجاحها لسهولة عبور الحواجز الأمنية مع حالات تراخي الأمن أو في الأماكن العامة لكونهم خارج دائرة الاشتباه. وأشارت الدراسة إلى أن داعش استعان بالأطفال في عملياته الأخيرة التي ضربت إندونيسيا، كما أن جماعة بوكو حرام في نيجيريا تعد أكثر التنظيمات التي صعدت من عملية تجنيد الأطفال بعد تضييق الخناق على التنظيم في سوريا والعراق، حيث بات يعاني من نقص في التمويل الذي كان يمده به التنظيم المركزي هناك.