تقرير: عمر محيسن يوافق اليوم، 26 من ديسمبر، الذكرى الرابعة والأربعون لوفاة الرئيس الأمريكي صاحب الفترة الرئاسية الأكثر جدلًا على الإطلاق، صاحب قرار إطلاق صافرة نهاية الحرب العالمية الثانية التي أسفرت عن 140 ألف قتيلًا في هيروشيما و 40 ألف آخرون في ناجازاكي، الرئيس الثالث والثلاثون للولايات المتحدةالأمريكية، هاري ترومان. أنتخب ترومان عام 1945 كنائب للرئيس فرانكلين روزفلت، وبعد مرور عام واحد وافت روزفلت المنية، فقام ترومان بأداء القسم وتولى المنصب بشكل رسمي، في حين كان العالم من حوله يشهد النهاية المتوقعة للحرب العالمية الثانية، فاستسلمت ألمانيا بعد توليه لمنصبه بأسابيع قليلة، وظلت اليابان صامدة، ولكنها لم تصمد كثيرًا. هيروشيما وناجازاكي بقرار من ترومان أصدر ترومان القرار الذي لا يزال محل جدل واسع بين جميع الأوساط، حيث أصدر قراره، بعد رفض اليابان الاستسلام، بإطلاق القنبلتين الأشهر في التاريخ، على هيروشيما وناجازاكي. في حين لم تكن نتائج الانفجار النووي مضمونة، كان إصرار ترومان غريبًا في إطلاق القنبلة الأولة في السادس من أغسطس وشقيقتها من بعدها يوم التاسع من أغسطس. فرأى ترومان أن هذا الحل هو الأصوب لإنهاء حربٍ عالمية دامت لسنوات، خاصةً وأن العدو هو الياباني العنيد، ولأن التدخل العسكري البري في اليابان يمكن أن يستغرق عامًا و قد تتراوح الخسائر من 250.000 إلى 500.000 خسائر بشرية أمريكية. لعبة الحرب باردة على الرغم من أنه لم يفصح عن أهوائه الشخصية في المسائل الخارجية، فاز ترومان بدعم الحزبين الجمهوري و الديموقراطي على حد سواء، فقد اكتسبت سياساته لاحتواء السوفيتية، ومشروع مارشال، الذي تهدف إلى المساعدة في بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية رضا كلا أطراف الحياة السياسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. بينما ليجني ترومان ثقة الكونجرس لإنفاق المبالغ اللازمة لإعادة تشغيل الإقتصاد الأوروبى المحتضر كما زعم، أستخدم ترومان الحجة الأيدولوجية، بحجة أن الشيوعية تزدهر في المناطق المحرومة أقتصاديا. حلف الناتو وتأييد ترومان بعد تصاعد أجواء الحرب الباردة قام ترومان بالموافقة على خطة سميت ب «NSC-68»، والتي تستدعي زيادة ميزانية الدفاع إلى ثلاثة أضعافها، وتطبيق سياسة الاحتواء من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي كرد عسكري على التوسع السوفيتي الفعلي. وكان ترومان مؤيد قوي لإنشاء حلف شمال الأطلسي «الناتو»، والذي بموجبه تم تنسيق القوات النظامية مع كندا والدول الأوروبية الديمقراطية التي لم سقط تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية. كانت أهداف حلف الناتو هي إحتواء التوسع السوفيتي في أوروبا وإرسال رسالة واضحة إلى القادة الشيوعيين أن الديمقراطيين في العالم كانوا مستعدين وقادرين على بناء هياكل أمنية جديدة لدعم المثل الديمقراطية، وقد ضك هذا التحالف الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكاو لوكسمبورغ والنرويج والدنمارك والبرتغال وأيسلندا وكندا. وقد آثار هذا الحلف بالفعل حفيظة السوفييت مما حفزهم لانشاء تحالف مماثل سمي بحلف «وارسو». الشرق الأوسط والتعاطف مع إسرائيل شغل الشرق الاوسط حيزًا لا بأس به من تفكير ترومان، فقد استغرق ترومان أوقاتًا للتفكير في تلك المنطقة وقرائة العديد من الكتب حول تاريخ المنطقة، خاصة تلك الأحداث ذات صلة بما ذكر في الكتاب المقدس. كان ترومان متعاطفًا جدًا مع الدعوى لإنشاء وطن يهودي للفارين من القبضة النازية في الانتداب البريطاني على فلسطين، وكان قد أكد ترومان في أكثر من محفل لزعماء اليهود تأييده للصهيونية. ما بعد الرئاسة والإعتزال السياسي انهى هنرى ترومان فترته الرئاسية بخسارته في الجولة الانتخابية في 20 يناير عام 1953، وكان هذا بعد أن تعرضت فترته الرئاسية لانتقادات كثيرة بعد عدة أحداث أهمها سقوط شبكات الشيوعية داخل إدارته، وظهور بوادر للفساد في إدارة ترومان والمرتبط بأعضاء في مجلس الوزراء وكبار موظفى البيت الأبيض. وقد أعلن ترومان عن اعتزاله الحياة السياسية تمامًا عقب خروجه من البيت الأبيض وقام بكتابة مذكراته، وتوفي في 26 ديسمبر 1972 ودفن في المكتبة والمتحف الرئاسي بمدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري.