كتبت – نانيس البيلي فاترينات مضاءة بداخلها حلوى «أشكال وألوان»، شوادر كبيرة تمتليء عن آخرها، هناك «السمسية»، بوجوارها «الحمصية» و«الفولية»، يعلوهم حلوى «الملبن»، وهناك تراصت «العروسة» بألوانها المختلفة «الأبيض والأزرق والأحمر»، أناس يقفون أمامها مصطحبين أطفالهم.. أجواء كرنفالية امتلاًت بها شوارع المحروسة قبل أيام من ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يحل علينا خلال ساعات، بهجة وفرحة يدخلها حلول المولد النبوي حتى وإن اختلفت مظاهر الاحتفال به عن «أسام زمان». الفنان كمال أبورية، عاش أجواء الاحتفال بالمولد النبوي في وقت ومكان مختلف، صغيراً بقريته في دمياط قبل أن ينتقل إلى القاهرة للعمل كممثل، يشتعيد ذكرياته عن المناسبة الدينية، في حديثه لوكالة «ONA»، فيقول: «أبويا الله يرحمه كان بيجبلي أنا وأخويا الحصان الحلاوة الأحمر، وبيجيب لإخواتي البنات الأربعة العروسة البيضاء، وكنا بنسمع أغاني المولد في الراديو وفي الشارع زي حلاوة زمان والليلة الكبيرة». يحب «أبورية» حلوى المولد بأنواعها، ويحرص على إحضارها في المنزل لأبنائه، فلديه بنت وولدين: «كنت بجيب العروسة والحصان الحلاوة لأولادي وهما صغيرين بس مكنتش منتظم أوي، دلوقتي بجبلهم حلاوة المولد العادية». «الاحتفال بالمولد النبوي اتغير عن زمان» بحسب «أبورية»، فيقول إنه لم يعد هناك اهتمام بالمولد لأن الحياة اختلفت نتيجة كثرة الأعمال وانشغال الأفراد ووسائل التكنولوجية التي عزلت الناس عن بعضهم، كما أن الطقوس الجميلة بدأت تنقرض تدريجيًا: «زمان كنا نبعت حلويات للجيران يرجعولنا الطبق بصنف تاني، لكن دلوقتي ممكن الجار يعد سنين وميعرفش جاره». وعن أمنياته لمصر بمناسبة العام الجديد وذكرى المولد النبوي، يقول «أبورية»: «البلد الحمد لله بتتحسن وتتحرك للأمام بشكل أفضل، وهناك مشاريع تنموية وطرق حديثة وقناة سويس جديدة، وأتمنى مزيد من التقدم، وأن يلمس الناس هذه التنمية، ويكون لها مردود على الأفراد، وأن تتحسن أحوال التعليم والصحة». «قلة الأغاني الخاصة بالمولد النبوي» من الأشياء التي تزعج «أبورية»، فيؤكد أن الأعمال الغنائية المعبرة عن المناسبة قليلة جداً فيذكر منها فقط أغنيتي «حلاوة زمان» و«الليلة الكبيرة»، ويرجع ذلك إلى أن الفن لم يعد يعبر عن الأحداث وأصبح مشغولاً بأشياء أخرى مثل الأموال والمكسب والخسارة وليس المعاني والقيم.