السيسى خلال لقائه رئيس مجلس النواب الروسى: عازمون علي إجراء الانتخابات قبل نهاية العام ولابد من تضافر جهود مكافحة الارهاب

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى، زيارة إلى مجلس النواب الروسى "الدوما" عصر اليوم، فى أول أيام زيارته لروسيا، حيث كان فى استقباله رئيس المجلس "سيرجيه نارشكين" الذى عقد لقاء ثنائيا مع الرئيس تلاه اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين، وشارك فيه عدد من رؤساء اللجان البرلمانية فى مجلس النواب الروسى.
ورحب نارشكين بالرئيس والوفد المرافق له، مشيراً إلى حرصه على المشاركة فى حفل تنصيب الرئيس عقب توليه رئاسة الجمهورية، منوهاً إلى أن بلاده تعتبر مصر أحد أهم شركائها المحوريين فى منطقة الشرق الأوسط. كما أكد رئيس الدوما على أهمية دور مصر فى تحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما فى ظل ما تشهده العديد من دول المنطقة من تحديات واضطرابات، مشيداً بالتنامى الملحوظ الذى تشهده العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات، موجها الشكر والتقدير الرئيس على مشاركته لروسيا، قيادةً وشعباً، فى احتفالات عيد النصر. وقال رئيس الدوما إن تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب تشكيل مجلس النواب المصرى الجديد سيساهم فى تنمية وتطوير مختلف جوانب العلاقات الأخرى على الأصعدة السياسية والاقتصادية.
وأعرب رئيس الدوما عن استعداد المجلس لإرسال وفد برلمانى إلى مصر وقيامه شخصياً بزيارتها للتباحث فى سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين ودفعها قدماً. من جانبه، أكد الرئيس السيسى على أن الحكومة المصرية عازمة على عقد الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الجارى ليكتمل بذلك البناء المؤسسى والتشريعى للدولة المصرية وليتم إنجاز كافة استحقاقات خارطة المستقبل. واستعرض الرئيس مجمل التطورات على الساحة الداخلية المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية، وما شهدته من إرادة واضحة للشعب المصرى للحفاظ على هويته وعلى كيان ومؤسسات الدولة المصرية، ومواصلة مسيرة البلاد نحو الديمقراطية والتنمية. ورحب الرئيس بإتمام زيارة رئيس وأعضاء البرلمان الروسى إلى مصر عقب تشكيل مجلس النواب الجديد لإثراء العلاقات البرلمانية وتبادل الخبرات.
وفى سياق متصل، أكد الرئيس على اهتمام مصر بالتعاون بين البرلمان الروسى وبين اللجنة العليا للانتخابات فى مصر وتقنين هذا التعاون فى بروتوكول يتناول الجوانب التنظيمية. ونوّه الرئيس إلى اهتمام مصر بإتمام زيارة وفد اللجنة العليا للانتخابات إلى روسيا خلال شهر سبتمبر المقبل للتعرف على الخبرة الروسية فى إجراء الانتخابات المحلية. وأشاد رئيس مجلس الدوما الروسى بالتقدم الذى أحرزته مصر على الصعيدين الديمقراطى والاقتصادى على مدار العام الماضى، وذلك على الرغم من التحديات والظروف السلبية التى تواجهها بعض دول منطقة الشرق الأوسط والتى تؤثر بالتبعية على مصر.
وأضاف السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة، أن رئيس مجلس النواب الروسى أكد وقوف بلاده التام مع مصر وتأييدها لجهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب والحيلولة دون انتشاره. وفى هذا الصدد، أكد الرئيس على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل التغلب على الإرهاب ودحره، وشدد على أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية فقط ولكن تشمل كذلك الأبعاد الثقافية والفكرية، ومن هنا تبرز أهمية تصويب الخطاب الدينى وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة تجافى صحيح الدين. كما أكد الرئيس أن مصر الجديدة تحرص على ترسيخ مفهوم المواطنة ولا تفرق بين أبنائها لأى سبب، فالجميع مصريون يلتزمون بكافة الواجبات ويتمتعون بكامل الحقوق.
وفى سياق متصل، نوّه الرئيس إلى أهمية البُعد الاقتصادى فى مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الدولة المصرية تحرص على تحقيق التنمية الشاملة عبر تدشين عدد من المشروعات القومية التى تساهم فى تحقيق ذلك، ومن بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس. وأكد الرئيس ترحيب مصر، على المستويين الرسمى والشعبى، بالاستثمارات الروسية فى هذا المشروع وغيره من مشروعات التنمية الأخرى. كما أشار الرئيس إلى عدد من مجالات التعاون الواعدة بين الجانبين ومن بينها قطاعا السياحة والاستثمار، منوهاً إلى الإجراءات والتشريعات التى تتخذها وتصدرها مصر من أجل توفير مناخ جاذب للاستثمار، فضلاً عن إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة بهدف إزالة المعوقات البيروقراطية وتذليل العقبات التى قد تعترض الاستثمارات الأجنبية فى مصر. وفى ختام اللقاء، أكد رئيس الدوما أن زيارة الرئيس لمقر البرلمان الروسى تعكس تقديراً بالغاً من القيادة السياسية المصرية لأهمية البُعد البرلمانى والشعبى فى تنمية العلاقات بين البلدين، وهو ما سيحرص الجانب الروسى على ترسيخه ودفعه قدماً.