تواصلت موجات اللجوء اليومية للسوريين إلى الأردن هربا من قصف قوات النظام السوري لمدن وقرى العديد من المحافظات لاسيما محافظة درعا الحدودية مع الأردن والملاصقة لمدينة الرمثا (95 كيلو مترا شمال عمان ). وذكرت صحيفة “الغد” الأردنية الصادرة اليوم أن 1800 لاجئ سوري فروا فجر أمس إلى الرمثا، مشيرة إلى أن الجرحى منهم ينقلون للعلاج في المستشفيات الأردنية الحكومية حيث يتكفل الأردن بعلاجهم دون مقابل كما تتولى جهات دولية وإغاثية إجراء عمليات ومتابعة الجرحى في مستشفيات بالرمثا والعاصمة عمان. وأضافت الصحيفة أن 22 لاجئا سوريا أصيبوا بجروح مختلفة برصاص الجيش النظامي السوري أثناء اجتيازهم أمس السياج الحدودي في منطقة “تل شهاب” السورية المحاذية لبلدة “الطرة” الأردنية التابعة للواء الرمثا. ونقلت الصحيفة عن مصدر طبي في مستشفى الرمثا الحكومي قوله “إن من بين المصابين طفلا وامرأة”، مشيرا إلى أن الجرحى وصلوا إلى الحدود الأردنية حيث قامت القوات المسلحة بنقلهم وإسعافهم لمستشفيي الرمثا الحكومي والملك المؤسس عبدالله الجامعي”. وكانت القوات المسلحة الأردنية قد أشارت مؤخرا إلى أنها تبذل جهودا كبيرة على الحدود الشماليةالشرقية المقابلة لسوريا لتأمين الشريط الحدودي بين البلدين والذي يزيد طوله على 370 كيلومترا، ولمنع عمليات التسلل والتهريب وحماية الأردن والمواطنين في تلك المنطقة من أي تداعيات سلبية. وتسهم القوات المسلحة الأردنية بشكل فاعل بالتنسيق مع مختلف الأجهزة المعنية في استقبال اللاجئين السوريين من الشيوخ والأطفال الذين بدؤوا باللجوء إلى الأردن منذ بداية اندلاع الأزمة في سوريا والتخفيف من معاناتهم وتأمين الاحتياجات الأساسية لهم بالشكل اللائق انطلاقا من الداعي الإنساني الذي يليق بالأردن وصورته الحضارية. وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قد أعلن أمس”الأحد” أن عدد اللاجئين السوريين في المملكة وصل إلى 142 ألفا ، مؤكدا حرص بلاده على تقديم الدعم اللازم لهم، رغم ضعف البنية التحتية والموارد الاقتصادية الشحيحة لبلاده.وافتتح الوزير ناصر جودة وبرفقته وزير الداخلية غالب الزعبي أمس أول مخيم في الأردن لاستقبال اللاجئين السوريين في منطقة “الزعتري” بمحافظة المفرق(75 كيلو مترا شمال شرق عمان). ويقع المخيم على مساحة تبلغ حوالي خمسة آلاف دونم، وتشرف عليه المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين والهيئة الخيرية الهاشمية بالأردن ويتسع في مرحلته الأولى لنحو خمسة آلاف لاجئ فيما يبلغ الاستيعاب الكلي عند اكتماله 113 ألف لاجئ.