السيسي و كلود بارتورون قام مجلس النواب الفرنسي بالتصويت اليوم الثلاثاء، بالغالبية على قرار يدعو الحكومة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتعتبر هذه الخطوة رمزية لكنها تعكس نفاد الصبر الأوروبي إزاء عملية السلام المتوقفة. وقد توقع بعض المحللين في وقت سابق أن الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي لفرنسا والتقائه مع رئيس مجلس النواب الفرنسي، ستكون عنصراً هاماً في عملية التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل المجلس، وفي هذا سألت "أونا" سفراء ومحللين سياسيين حول هل كان هناك تأثير لزيارة الرئيس السيسي في عملية التصويت الأخيرة. وفي هذا قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، "بالطبع كان للرئيس السيسي تأثير على قرار مجلس النواب الأخبر بالاعتراف بدولة فلسطين، فجلسة الرئيس مع رئيس مجلس النواب كانت سببا من أسباب اعتراف مجلس النواب الفرنسي، ويجب التفريق بين جلسة الدبلوماسي وجلسة الرئيس، فالرئيس له تأثير أكبر بكثير من تأثير الدبلوماسي، فما يستطيع الدبلوماسي صنعه في شهور من الممكن أن يفعله الرئيس في جلسة واحدة". وأضاف بدوي ، "إن الرئيس كان بمثابة صوت العرب في فرنسا، وأكيد لم ينس الرئيس موضوع بمثل هذه الأهمية في جلسته مع رئيس مجلس النواب الفرنسي". كما قال السفير حسين هريدي، "إن التقاء الرئيس السيسي مع رئيس مجلس النواب الفرنسي كان له تأثير على صنع القرار داخل المجلس، وقد تحدث الرئيس عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في فرانس 24 ولو فيجارو وعدد من وسائل الإعلام الفرنسي، مما كان له صدى في فرنسا". وأضاف السفير، أن فرنسا تعد رابع دولة في أوروبا تعترف بدولة فلسطين، وأن هذا يساهم في المستقبل في التقليل من الانتهاكات الإسرائيلية للفلسطينيين، ومن المؤكد أنه سيوجد دول أخرى تعترف بالدولة الفلسطينية في المستقبل القريب". وقال السفير أحمد أبو الخير، سفير مصر الدائم في الأممالمتحدة سابقاً، في تصريحات خاصة لوكالة "أونا"، "أن زيارة الرئيس السيسي لفرنسا والتقائه مع رئيس مجلس النواب بجانب اعتراف مجلس العموم البريطاني بالدولة الفلسطينية، كان له تأثير قوي على المجلس دفعه في النهاية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية" وأضاف أبو الخير، أن اعتراف البرلمان يعتبر توصية وضعط على الحكومة حتى تقوم بعدها بإجراءات التمثيل الدبلوماسي في كلا البلدين، وقال أبو الخير، ان اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية هو حلقة من سلسلة الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين، وتوقع أن العديد من الدول سوف تعترف بفلسطين قريباً. جدير بالذكر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اختتم زيارته لباريس بزيارة لمقر الجمعية الوطنية الفرنسية "مجلس النواب"، الخميس الماضي، حيث التقى ب"كلود بارتولون" رئيس المجلس. وعقب استعراض حرس الشرف في ساحة المجلس ومصافحة عدد من الأعضاء، تم عقد جلسة مباحثات تناولت مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المصرية المبذولة لدفع عملية السلام وتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث باِسم رئاسة الجمهورية، بأن رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية أشار إلى أن المجلس بصدد التصويت غدا على قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، منوها إلى أن بلاده تثمن غاليا الدور المصري لتحقيق الامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية، مؤكداً على تقدير بلاده للجهود المصرية لتحقيق وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق للهدنة في قطاع غزة، وترحيب باريس بعودة مصر كقوة دبلوماسية فاعلة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، فضلا عن مساهمتها المُقدرة في مختلف المحافل الدولية. من جانبه، أشاد الرئيس السيسي بالخطوة الايجابية التي ستتخذها الجمعية الوطنية للتصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكداً على أهميتها كبادرة أمل للفلسطينيين ولتشجيع الإسرائيليين على مواصلة طريق السلام، ومنوها إلى أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المحورية للعرب وستظل كذلك محتفظة بصدارتها في أولويات السياسة الخارجية المصرية.