كتب – كريم مجدي: مرت أكثر من ثلاثة أشهر، ومازالت الحملة الأمريكية ضد داعش تواجه العديد من العقبات، سواء ضعف الاستخبارات أو الطقس السئ أو الجيش العراقي الضعيف، مما يعني ضعف تأثير الضربات الجوية ضد التنظيم الإرهابي. في العراق، تتباطئ وتيرة الحرب الجوية التي تشنها الولايات المتحدة على داعش، بسبب ارتباطها بالهجمات الضعيفة التي ينفذها الجيش العراقي وقوات البشمركة لطرد عناصر داعش، وبسبب هذه الهجمات غير المجدية قامت داعش بحفر الخنادق لحماية أنفسهم من الضربات الجوية الأمريكية بدلاً من أن يهربوا من المدن، مما منحهم غطاء يحميهم من الضربات الجوية الأمريكية. معظم الهجمات الجوية تتم في محيط مدينة الموصل، وتستهدف نقاط التفتيش وقطع المدفعية والمدرعات، ولكن ضربة جوية واحدة من كل أربعة هي التي تصيب داعش، حيث تقدر حصيلة الضربات التي أصابت داعش بحوالي 800 من أصل 3200، طبقاً للقيادة المركزية، ونقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز. أما الأن في سوريا فالولايات المتحدة مقدرتها محدودة للغاية في جمع المعلومات لتحديد الأهداف، فمعظم المنشآت التي تستخدمها داعش سواء في التدريب أو في التخزين أو مقرات تم استهدافها في بداية الحرب الجوية، لكن بعد ذلك واجه الجيش الأمريكي صعوبة في تحديد الأهداف. كما كانت العمليات الجوية محدودة أيضاً، بسبب الخوف من إصابة المدنيين خاصة في غرب العراق، فالقادة الأمريكيين خائفيين من إصابة المدنيين حتى لا يثور ضدهم العشائر السنية، والتي يعد دعمها هام في طرد المسلحين الإسلاميين، بالإضافة أيضاً الخوف من غضب البلاد السنية التي تشارك في الحملة الجوية، لم يقتصر الأمر على هذا فقط، فالجو في العراق لا يساعد على تنفيذ الضربات، فالعواصف الرملية أحبطت مهمات جمع المعلومات حتى يتم تنفيذ الضربات الجوية. وبعكس الحملة الجوية التي قام بها الناتو في ليبيا، والتي قدر فيها عدد الغارات الجوية اليومية بحوالي 50 ضربة جوية، فإن معدل الغارات الجوية اليومية في العراقوالسوريا يقدر بحوالي 5 ضربات، وهذا عدد لا يقارن بالضربات الأمريكية في أفغانستان والتي بلغت 85 غارة يومياً، أو في العراقي في 2003 حيث بلغت الضربات اليومية حوالي 800 ضربة، نقلاً عن النيويروك تايمز، ويقول المسؤولون الأمريكيون أن هذا الفرق الهائل يعود إلى توفر المعلومات الاستخباراتية أنذاك. عقبات أخرى منتظرة هناك عقبات أخرى تنتظر الولايات المتحدة إذا تم توسيع رقعة الهجمات، مثل الدفاعات السورية الروسية الصنع، والتي ما زالت بحالة سليمة حتى بعد ثلاث سنوات من الحرب. ولكن ما يخفف من هذا التخوف، أن بشار الأسد يستفيد بشكل آخر من الهجمات الأمريكية ضد عدوه اللدود الجماعات الإسلامية،التي حاول صدها كثيراً وفشل في ذلك. ليس هذا فقط، بل هناك تخوف من امتلاك داعش لمضادات للطائرات، ويقول في هذا الإطار، إريك تومبسون، كبير المحللين الاستراتيجيين في مركز نافال، " إن الطيران فوق سوريا أصعب بكثير من الطيران فوق العراق"،" هناك العديد من الدفاعات الجوية القوية التي استولت عليها داعش". وأفادت عدة تقارير في وقت سابق، حصول داعش على سلاح يطلق عليه "مانباد"، وهو سلاح مضاد للطائرات يوضع على الكتف ويتم إطلاق الصاروخ باتجاه الطائرة، وتفيد التقارير أنه تم إيفاده من بلاد أخرى. النتائج حتى الأن رغم كل هذه العقبات، فإن الضربات الجوية قد حققت نجاحات عدة، حيث أنها قد ابطئت داعش عن التقدم في جبهات أخرى وأجبرتهم على الاختفاء والتفرق وعدم التكتل في منطقة واحدة، كما تم الهجوم على مصافي نفط وتدمير أسلحة ومجنزرات ومخابئ وأجهزة اتصالات تابعة لداعش في العراق وفي سوريا. وفي نصف أكتوبر بلغت تكلفة العمليات الجوية حوالي 8 مليون دولار في اليوم الواحد، بما يعادل 580 مليون دولار من بداية الهجمات في العراق منذ 8 أغسطس، واعترف عدد من المسؤولين الأمريكيين بمحدودية العمليات الجوية وأن هدفها في المقام الأول هو تهيئة الجو حتى تنهض القوات العراقية والسورية وتقاتل داعش برياً، ولكن الضربات الجوية لن تستيطع حل المشكلة بشكل نهائي. حلفاء أمريكا هناك العديد من الدول تشارك مع الولايات المتحدة في الهجمات الجوية على داعش في العراقوسوريا مثل استراليا، بلجيكا، بريطانيا، كندا، دنمارك، فرنسا، هولندا، البحرين، الأردن، السعودية، الإمارات، البحرين ،الأردن، وتقدر نسبة الغارات التي تقوم بها هذه الدول من 15% إلى 20% من إجمالي الضربات الجوية، طبقاً للنيويروك تايمز. محسن الفضلي وتقلع هذه الطائرات من قواعد في دول الخليج العربي أو من حاملات طائرات متواجدة في الخليج، في ظل رفض تركيا استخدام الولايات المتحدة لقواعدها الجوية في عملياتها ضد داعش، مما يجبر الطيارين قطع مسافة طويلة وقضاء وقت أقل في محيط الأهداف التي يستهدفوها، وتقوم بالهجمات طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار وطائرات مسلحة ثقيلة مثل لوكهيد إيه سي-130، وقاذفات قنابل إستراتيجية مثل بي-1 لانسر. وتقول النيويروك تايمز، أن الهجمات الأمريكية لم تستهدف فقط داعش، إنما استهدف في الفترة الأخيرة، تنظيم القاعدة، مستهدفين على وجه الخصوص، القيادي محسن الفضلي، من كبار عناصر القاعدة، وكان مقرباً جداً من بن لادن، وما زال مصيره غير معروف حتى الأن. وتذكر صحيفة النيويرك تايمز، أنه 70% من الضربات الجوية في سوريا، تم توجيهها نحو داعش في كوباني ومحيطها، رغم تصريح مسؤولين أمريكيين سابقاً، بأن المدينة غير مهمة استراتيجياً.