كتبت مارينا ميلاد: يترك السعودية بعد ثلاث سنوات قضاها هناك وصفها بالفترة السيئة فى حياته، وهو يدور فى ذهنه أن فرصة ما تنتظره فى مصر، رغم كل ما يٌقال له من صعوبة ذلك، لكن كان رده :"ميعرفش قيمتها غير اللى اتغرب" .. إسلام إسماعيل، الشاب العشرينى، الذى وجد فرصته فى إنشاء مقهى بالتعاون مع أصدقائه ليجمع مرتادى منطقة وسط البلد من الشباب، وخاصة ما يطلق عليهم "شعب الأندرجرواند" أى محبي موسيقى الأندرجرواند.
- الأندرجراوند (تحت الأرض) اسم تم إطلاقه على الفرق الموسيقية المستقلة فى مصر، التى تصنع كلمات و أغانى و ألحان تختلف عن السائد، واستطاعت أن تجتذب جمهور كبير وتحقق نجاح، صانعين ما اسماه البعض ب "ثورة فى الموسيقى المصرية". تمرد و جرأة فنانى الأندرجرواند انعكسوا على محبيهم ومنهم إسلام وأصدقائه، الذين أسسوا مقهى "صحبة" بمجهود ذاتى، واضافوا إليه جاليرى وورش تعليم الموسيقى، يقول إسلام :" فكرة المشروع جت بعد ما لقينا أن قعدتنا دايمًا بتبقى فى وسط البلد؛ فقلنا ليه منعملش مكان يجمعنا وفى النفس الوقت الشباب يقعدوا فيه و يسمعوا مزيكا، ويشتروا منتجات مصنوعة يدويًا، ويتعلموا موسيقى كمان، ومن هنا قررت تمويل المشروع و اشتركت مع 5 من أصدقانى فى تصميمه والأشراف عليه، والربح بيتوزع علينا كلنا". وسط صور لغالية بن على، ياسمين حمدان، فرقة وسط البلد، دينا الوديدى، ريم بنا .. يجلس البعض يستمعون إلى موسيقاهم، والبعض الأخر ينتظر ورشة التدريب، يوضح ويتى، المسئول عن ورش العمل، أن الورش تتضمن تعليم الجيتار، الكمان، البركشن، الناى، والمدربين من الأشخاص المتخصصين فى المجال، مضيفًا:" بنحاول نعمل حاجة مختلفة بنحبها، وفى النفس الوقت الناس تتبسط وتستفاد بيها". أحمد طارق، مؤسس جروب شعب الاندرجرواند على موقع التواصل الأجتماعى "فيس بوك"، يشير إلى أن هذا الفن لم يأخذ حقه حتى الآن، ويحاول هذا المشروع إبراز أهمية ذلك النوع المختلف والمهم من الموسيقى، ويستكمل:" أنا مسئول عن الجاليرى، وبنعرض فيه مشغولات يدوية زى اكسسورات، كراسة، تيشرتات، و بنضيف عليها صورة أو كلمة تخص الاندرجرواند أوغيره على حسب الطلب، والفترة الجاية هيبقى فى عرض للوحات تشكيلية، وكمان هنوفر المكان للناس اللى بتعمل الشغل ده لكن معندهاش مكان تعرض فيه". وبالخيط والألوان يشاركان سارة عزيز و بوسى، فى صنع المشغولات اليديوية، التى يتم عرضها، وتقول سارة:"من خلال مواقع على الأنترنت بقدر اجيب أفكار لمنتجات بنعملها أو نطورها لشكل أفضل، أو ننفذ فكرة تانية يقترحها الزبون". هنا "صحبة" حيث الأختلاف فى كل شئ؛ فلم يخلو من ذلك تصميمه، الذى خصصوا به أماكن للجلوس على الأرض مثل المجالس العربية إلى جانب طاولات المقهى الحديثة، تعلوها مانشيتات وأخبار من صحف قديمة، وصور لعبد الحليم و زبيدة ثروت وسعاد حسنى و ليلى مراد والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إضافة إلى جرافيتى لمارلين منرو، و شارلى شابلن، وذلك لرغبتهم فى أن يجمع المشروع الشبابى جزءًا كلاسيكيًا، مؤكدين أنهم مستمرون وواثقون من نجاح تجربتهم.