أصدر مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بمكتبة الإسكندرية موسوعة الجزايرلي لأسماء شوارع الإسكندرية، لصاحبها يوسف فهمي أحمد الجزايرلي. حيث اقامت مكتبه الاسكندرية احتفالية بمناسبة هذا الاصدار حضرها كل من الدكتور محمد عوض؛ مدير مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط، والكاتب إبراهيم عبدالمجيد، والدكتور فتحي أبو عيانة؛ أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب. وشارك في إطلاق الموسوعة المستشار فريد فهمي الجزايرلي، والدكتور سمير فهمي الجزايرلي؛ أبناء المؤلف، واللذان سمحا بنشر هذه الموسوعة. وقال الدكتور محمد عوض إن الموسوعة ترصد أسماء شوارع الإسكندرية من خلال عرض معلومات موسوعية عن أسماء هذه الشوارع، وهو ما يربط ماضي المدينة بحاضرها، ويعيد عبق الماضي إلى الأذهان. وأكد أن الجزايرلي عكف على تأليف الموسوعة حوالي ثلاثين عامًا حتى أكملها في عام 1967، مشددًا على أن الموسوعة تطلبت جهد كبير وعمليات بحث متنوعة، حيث إنها تتطرق لشخصيات كثيرة وحقب تاريخية مختلفة. الموسوعة عبارة عن 2100 صفحة تقريبًا، مقسمة إلى ثلاثة أجزاء، كما أنها مرتبة حسب اسم الشارع ابجديا حيث عرض الجزايرلي في موسوعته حوالي 1350 شخصية كان لها الفضل في إرساء تاريخ المدينة . من جانبه، أكد المستشار فريد فهمي الجزايرلي أن الكاتب الراحل أنيس منصور كان له فضل كبير في إصدار الموسوعة، حيث إنه اهتم كثيرًا بالموسوعة وانبهر بها، وكتب عنها ثلاثة مقالات، كما أنه هو الذي اقترح على مكتبة الإسكندرية نشر الموسوعة. وأعرب فريد الجزايرلي عن تقديره الكبير للدور الذي قامت به مكتبة الإسكندرية في نشر الموسوعة التي ظلت حبيسة الأدراج منذ أن انهاها الجزايرلي حتى تم نشرها الآن. يذكر أن يوسف فهمي أحمد الجزايرلي ولد بحي الجمرك في أحد الشوارع المتفرعة من شارع إسماعيل صبري في 4/10/1891 من أب جزائري الجنسية (تحت الحماية الفرنسية) وأم من أصل تونسي. التحق ببلدية الإسكندرية (محافظة الإسكندرية الآن)، ثم تدرج بعد ذلك في وظائف البلدية حتى وصل إلى درجة مدير عام السكرتارية ببلدية الإسكندرية. ثم التحق بالحقوق الفرنسية، عن طريق المراسلة، وحصل على ليسانس الحقوق في ذلك الحين، وقد صمم على أخذ الجنسية المصرية له ولأولاده ولزوجته، وكان ذلك في عام 1936 وتم تعيينه كمدير عام للغرفة التجارية بالإسكندرية. الجزايرلي هو أحد المؤسسين لجماعة نشر الثقافة بالإسكندرية عام 1932، التي أصبحت هيئة الفنون والآداب بالإسكندرية، وكان شاعرًا مبدعًا، وله ديوان شعر كامل، وكان ينشر أشعاره في جريدة البلاغ والمقطم. وعكف على تأليف موسوعة شوارع الإسكندرية التي استغرقت منه حوالي ثلاثين عامًا بحثًا وتنقيبًا، حتى أكملها في عام 1967، وتم عرضها على المرحوم الأستاذ حمدي عاشور - محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت – ووافق على طبعها، ولكن قامت حرب 1967، فتم تأجيل طبعها حتى تنتهي ظروف الحرب والطوارئ.