يدور جدل حاد بين الأزهر ومدافعين عن الإبداع بشأن عرض فيلم "نوح" الأمريكي بدور السينما المصرية. فقد طالب الأزهر بمنعه إذ اعتبره "محرما شرعا ويمثل انتهاكا لمبادئ الشريعة الإسلامية"، فيما ترى "جبهة الإبداع المصري" التي تضم مئات المثقفين والفنانين أن لاجدوى من منع عرضه في ظل إمكانية مشاهدته على الإنترنت. قبل أسبوعين على عرض الفيلم الأمريكي (نوح) في الولاياتالمتحدة تشهد القاهرة جدلا بين الأزهر الذي طالب بمنع عرضه في دور السينما المصرية ومثقفين وفنانين يعارضون ذلك، مشددين على عدم جدوى المنع في ظل إمكانية مشاهدة أي فيلم على الإنترنت. ففي حين يشدد الأزهر على "عدم جواز عرض الفيلم.. الذي يجسد شخصية رسول الله نوح.. وأنه أمر محرم شرعا"، تطالب "جبهة الإبداع المصري" بعرض الفيلم بحجة أن فكرة تحريم تصوير وتجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية "لازالت حتى الآن.. اجتهادا من الشيوخ والفقهاء… اجتهادا في التأويل". وأوضح الأزهر في بيان بحسب ما أفادت الوكالة الفرنسية أن عرض هذا الفيلم "محرم شرعًا ويمثل انتهاكًا صريحا لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نص عليها الدستور والأزهر الشريف باعتباره المرجعية في الشؤون الإسلامية". وفيلم (نوح) الذي أخرجه دارين أرنوفسكي يقوم ببطولته راسل كرو في دور النبي نوح وأنتوني هوبكنز وجينيفر كونيلي وإيما واطسون. ويتناول قصة هذا النبي التي وردت في الكتب المقدسة حيث بنى سفينة لينقذ الجنس البشري والمخلوقات من الطوفان. وقال ممثل لشركة "باراماونت" لإنتاج وتوزيع الأفلام إن ثلاث دول عربية هي قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة حظرت عرض الفيلم. لكن "جبهة الإبداع المصري" نوهت إلى استحالة "المنع فعليا" حيث يمكن مشاهدة الفيلم على الإنترنت. وتأسست الجبهة مطلع 2012 ردا على بوادر تشدد تجاه الفنون آنذاك مع صعود تيارات دينية محافظة. وتضم "الجبهة" مئات من المثقفين والفنانين ومنهم وزير الثقافة الأسبق عماد أبوغازي ورؤساء النقابات الفنية. ومن المخرجين داود عبد السيد وخالد يوسف ومن الممثلين محمود حميدة ونبيل الحلفاوي.