بدأ القضاء الفرنسى اليوم الثلاثاء في محاكمة عسكري رواندي سابق بتهمة "الإبادة الجماعية" بعد مرور عشرين عاما على المجازر التي شهدتها رواندا في تسعينيات القرن الماضي والتي أودت بحياة 800 ألف شخص على الأقل. وتعد تلك المحاكمة هي الأولى من نوعها بفرنسا حيث يمثل العسكري الرواندي السابق سيمبيكانجوا (54 سنة) بتهمة المساهمة عن سابق معرفة في الممارسة المكثفة والممنهجة لعمليات إعدام غير قانونية وبارتكاب أفعال غير الإنسانية وعمليات إبادة. ويواجه هذا المتهم الذي كان ينتمي لصفوف الجيش الرواندي سابقا الحكم بالسجن المؤبد، فى المحاكمة المتوقع أن تستغرق من ستة إلى ثمانية أسابيع. ويمثل النقيب السابق في الجيش الرواندي والمتقاعد منذ عام 1986 في جلسات يتم تصويرها بصورة استثنائية، فى الوقت الذى يقر فيه المتهم بأنه كان مقربا من سلطات الرئيس من الهوتو /جوفينال هابياريمانا، الذي شكل اغتياله في عام 1994 انطلاقة لحملة الإبادة، غير أنه ينكر أن يكون شارك أو نظم المجازر بأي شكل من الأشكال. ويندد محامياه الكسندر بورجو وفابريس ايبستين بملف المحاكمة حيث ترتكز التهمة الوحيدة على شهادات" ويشددان على أن موكلهما "ينكر الوقائع منذ البداية ولا يفهم أسباب مثوله أمام القضاء. وتوجه القضاء الفرنسى للعسكرى الرواندى السابق تهمة ارتكاب إبادة وجرائم بحق الإنسانية، غير أن التحقيق لم يبق في نهاية المطاف سوى تهمة التواطؤ..كما اعتبرت تهمة أخرى وهي التعذيب قد سقطت بالتقادم، وهو ما يثبت بنظر المدافعين عنه أنه "كانت هناك تهم قليلة جدا ضده ولأنه ينبغي رغم كل شيء إحالته على محكمة جنايات. ويعتبر الدفاع عن المتهم أن هذه المحاكمة سياسية ودبلوماسية بامتياز، في وقت جرى تقارب بين كيجالي وباريس التي اتهمتها السلطات الرواندية المنبثقة عن التمرد السابق التوتسي بدعم منفذي الإبادة، وذلك بعد ثلاث سنوات من انقطاع العلاقات الدبلوماسية بينهما بين 2006و2009.