قال الدكتور فؤاد النواوي وزير الصحة والسكان أن الأمراض المعدية مازالت تشكل تحدياً واضحاً ، في حين أن الأمراض غير المعدية أخذة في الظهور بسرعة تهدد مجتمعاتنا كأحد الآثار الجانبية للعولمة والتوسع العمرانى السريع وغير المسبوق. وأشار النواوى في كلمتة الإفتتاحية التى ألقاها أمام الإجتماع الخامس لوزراء صحة دول عدم الانحياز بجنيف والذى عقد تحت رئاسة مصر تحت شعار ( التغطية الصحية الشاملة )، أن نقص القوى البشرية في مجال الصحة يمثل تحدياً آخر يحول دون تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية المنقذة للحياة خاصة في الريف ،مشيراً إلى أن تلك الظاهرة تحدث بسبب عدة عوامل تدفع بهؤلاء المهنيين بعيداً عن تلك الأماكن طلباً لفرص أفضل داخل بلدانهم أو فى بلدان أخرى. وأضاف وزير الصحة ، أن ثورة 25 يناير المجيدة التى خرجت فيها جماهير الشعب المصرى وفي طليعتهم الشباب مطالبة بالتغيير السلمى من أجل الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية ، قد عززت قدرة مصر على الإضطلاع بدورها التاريخي في مختلف المحافل الدولية ، وفي مقدمتها حركة عدم الإنحياز التى تشرف مصر برئاستها منذ يوليو2009. وقال إن الصحة أحد الحقوق الأساسية والرئيسية لكل إنسان ، دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الإنتماء السياسى أو الإقتصادى أو الإجتماعى ، بل إن الإرتقاء بمستوى الصحة العامة لجميع أفراد المجتمع أمر أساسى لتحقيق الأمن والسلام الدولى . وأشار النواوى ، إلى أنه رغم الجهود العديدة التى قامت بها دول عد الإنحياز فى الإرتقاء بنظم وجودة الخدمات الصحية إلا أن هناك تحديات صحية هامة لازالت تواجه العديد من دولنا، وتتطلب إستمرار تعاوننا المشترك سعياً لدحرها. وقال يجب علينا جميعاً تغطية التكاليف المرتبطة لبلوغ هذا الهدف ،ونظراً للأزمة المالية والإقتصادية العالمية والإضطرابات السياسية التى تواجه الكثير فنحن بحاجة إلى إيجاد سبل جديدة لتمويل الرعاية الصحية التى تلبى إحتياجاتنا طبقاً للموارد المتاحة ، كما يجب بناء نظم صحية قادرة على أن تفعل الكثير بأقل التكاليف والإمكانيات وبإستخدام القوى البشرية المتاحة التى تمثل أهم مورد لدينا. وقال إن الدورة تناقش العديد من القضايا الهامة التى تتطلب تعاون مشترك ، من بينها البحث والتطوير فى مجال الصحة والحوافز اللازمة لاستحداث الادوية والمنتجات الطبية التى تعالج الامراض التى تؤثر فى البلدان النامية والبلدان الأقل نموا ووضع القواعد والمعايير المساعدة لإصلاح هذه المنظمة فى ضوء احتياجاتنا وتوجهاتنا المشتركة. وإختتم النواوى كلمته ، بتأكيده على إستعداد مصر الكامل للتعاون مع أعضاء الحركة سعياً لتحقيق أهدافنا المشتركة فى نشر السلام والعدل والرخاء والتنمية من خلال الإرتقاء بخدمات الرعاية الصحية لكافة الشعوب.