بمناسبة اليوم الدولي لكادر التمريض لعام 2025، أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة تقرير "حالة التمريض في العالم لعام 2025"، والذي يقدم أحدث البيانات العالمية والإقليمية حول أوضاع كوادر التمريض من حيث التعليم والتوظيف والهجرة والتنظيم وظروف العمل والقيادة. وخلال الحدث، أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين أن "كوادر التمريض هم القلب النابض للأنظمة الصحية، وشجاعتهم وإخلاصهم يجب أن يُقابل بإرادة سياسية واستثمارات توازي تفانيهم". ودعت إلى إصلاحات جريئة تسهم في إنقاذ الأرواح وتعزيز الأنظمة الصحية. ويأتي هذا التقرير في وقت يواجه فيه إقليم شرق المتوسط تحديات كبيرة، إذ يشكل الممرضون والممرضات أكبر شريحة من القوى العاملة الصحية، لكن مع تفاوتات كبيرة في التوزيع والكثافة والتعليم والأجور. وبحسب التقرير، يبلغ متوسط عدد الممرضين في الإقليم 15.5 لكل 10 آلاف نسمة، وهو من أدنى المعدلات عالميًا، مع تفاوت داخلي يتراوح بين 1.2 و83.7 لكل 10 آلاف نسمة. وأشارت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية للمنظمة، إلى أن القوى التمريضية تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، إلا أن التقدم في سد الفجوات لا يزال بطيئًا، مما ينذر بعجز كبير قد يبلغ 24% من النقص العالمي المقدر ب4.1 مليون ممرض بحلول 2030، إذا استمرت الاتجاهات الحالية. ويبرز التقرير أيضًا التأثير المباشر للنزاعات والأزمات، إذ شهد الإقليم في عام 2024 أكثر من 1000 هجوم على مرافق الرعاية الصحية، أودت ب749 شخصًا، معظمهم من كوادر التمريض، ما يعكس الحاجة الملحة لضمان سلامة العاملين الصحيين. ويدعو التقرير إلى استثمارات عاجلة في التعليم والتوظيف واستبقاء الكوادر التمريضية، مع التركيز على تعزيز نظم المعلومات الصحية، وتقليص الفجوات بين الجنسين، والاستفادة من التكنولوجيا الرقمية، ووضع خطط استثمار واضحة ومدروسة. وتعمل المبادرة الإقليمية بشأن الاستثمار في قوى عاملة صحية قادرة على الصمود على تسريع وتيرة العمل ودعم الرعاية الصحية الأولية، عبر نهج استراتيجي شامل يدعم جهود الدول الأعضاء في مواجهة التحديات. ومن المقرر أن تسهم بيانات التقرير في إثراء مناقشات جمعية الصحة العالمية ال78، التي ستعقد في جنيف بين 19 و27 مايو 2025، حيث ستناقش الدول الأعضاء تمديد الاستراتيجية العالمية للتمريض والقبالة حتى عام 2030