لماذا لن يزور ترامب إسرائيل خلال جولته المرتقبة بالشرق الأوسط علي غرار ما حدث عام 2017؟! رغم عدم وجود إجابة محددة إلا أن الإجابة السطحية التي نقلها موقع "أكسيوس" عن مسئول أمريكي " إنه لا جدوى حاليا من زيارة الرئيس دونالد ترامب لإسرائيل فى إطار جولته المقررة بالمنطقة منتصف الشهر الجاري " تؤكد أن البيت الأبيض ليس لديه مبرر مقنع خاصة أن تلك الإجابة لا تتماشي مع طبيعة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فربما أراد الرئيس الأمريكي التهرب من زيارة إسرائيل حفاظا علي أجندته خلال تلك الجولة المعنية أكثر بالاقتصاد والمصالح الأمريكية بالمنطقة، وهذا يعد اعترافا ضمنيا من الإدارة الأمريكية أن مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكيةالاقتصادية بمنطقة الشرق الأوسط تحديدا تتعارض فى الوقت الراهن مع رغبات إسرائيل التوسعية فى المنطقة، ولكن كيف يتجاهل ترامب أن حتى تلك المصالح الأمريكية مرهونة باستقرار وأمن الإقليم فى وقت لا يبالي فيه نتنياهو بالمصالح الأمريكية ذاهبا إلى إحداث المزيد من الفوضى الإقليمية؟! نتنياهو يشعل المنطقة قبل زيارة ترامب المرتقبة للشرق الأوسط، فهو يريد وضع الرئيس الأمريكي فى موقف حرج بل وإحداث ضرر مباشر بمصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما دفع ترامب لإرسال وزير الدفاع الأمريكى إلى إسرائيل قبل وصوله إلى المنطقة سعيا لإقرار هدنة تصاحب زيارته للمنطقة وترفع عنه الحرج، ولكن بالتوازي أتي قرار الكابينت الإسرائيلي بتوسيع الحرب علي قطاع غزة كرد مبكر علي رغبة ترامب، بل التصعيد الحادث فى اليمن والاشتباك غير المباشر مع إيران بجانب التصعيد الإسرائيلى ناحية لبنان وإشعال نتنياهو أزمة الدروز وانتهاك السيادة السورية والتوغل فى الجنوب، وغيرها من تحركات إسرائيلية تزيد وتيرة الصراع وتعقد المشهد الإقليمي قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، فهل يستطيع ترامب تجاهل كل هذه الفوضى الإقليمية والحديث فقط عن الاقتصاد خلال زيارته المرتقبة؟ أعتقد أن هذا صعب وإن أراد هو هذا فلن يتحقق لأن الملفات الاقتصادية متشابكة ومرتبطة بقضايا الأمن الإقليمى التى هى فى حاجة ملحة لحلول جذرية تنطلق من حل الدولتين الذي يمثل الضمانة الأساسية لاستقرار الشرق الأوسط. نتنياهو عبر التصعيد العسكرى الكبير الذي يصاحب زيارة ترامب إلي الشرق الأوسط يحاول إرسال رسالة إلى ترامب أن مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية مرتبطة فقط بمصالح إسرائيل، بينما إسرائيل فى واقع الأمر أصغر من ذلك بكثير، كما أنه يحاول الضغط علي ترامب لتغيير خطته ووضع المحطة الإسرائيلية على مسار رحلته فى وقت يحتاج خلاله نتنياهو تلك الزيارة بعد أن شاب زيارته الثانية إلى واشنطن الكثير من الأقاويل.