منطقة الأهرامات.. الآثار بمظهر المستقبل

أنظمة مراقبة وحافلات كهربائية..
اصطحبت أطفالي في زيارة للأهرامات العام الماضي، وللأسف لم تكن تجربتي كما كنت أتمنى، على الرغم من انبهارنا بالمزار العظيم، فقد ذهبت عن طريق مدخل «مينا هاوس»، وكان الطريق الوحيد لدخول بوابات الأهرامات، وعانيت كثيرًا من طول الانتظار للوصول لتلك البوابة، حيث كان الطريق ضيقًا للغاية، لا يتسع للعدد الكبير من الزائرين للمنطقة.
ولذلك فقد كانت سعادتي بالغة، عندما قرأت عن الانتهاء من مشروع تطوير منطقة الأهرامات، لمنح الزائرين تجربة سياحية غير مسبوقة، وبالفعل فقد توجهت للمنطقة وشاهدت التشغيل التجريبي للحافلات الكهربائية بين محطات مختلفة لمسارات الزيارة من خلال البوابات الجديدة عن طريق البوابات الجديدة القاهرة – الفيوم.
وتحظى منطقة الأهرامات بمكانة خاصة، كونها تعد عنوانا لمصر، ومن ثم كوجهة جذبٍ رئيسية لحركة السياحة الوافدة إلى المقصد المصرى والشغوفة دائمًا باكتشاف أسرار الحضارة المصرية العريقة، ما يتطلب التعامل مع أى ظواهر سلبية، كما أكد كريم محسن، نائب رئيس غرفة شركات السياحة ووكالات السفر.
وأوضح أن من أهم ملامح هذا مشروع تطوير منطقة الأهرامات، هو إغلاق المدخل القديم (مدخل المينا هاوس) واستبداله بمدخل جديد عبر بوابات الفيوم الواقعة على طريق القاهرة – الفيوم، ما يؤثر إيجابا على حركة تدفق الزائرين، وتوزيعهم بشكل منظم داخل المنطقة، إذ استقبل المدخل الجديد نحو 12 ألف زائر فى اليوم الأول للتشغيل التجريبي، بزيادة ملحوظة بنسبة 120% عن المعدلات اليومية السابقة.
منظومة النقل
وذكر نائب غرفة شركات السياحة، أنه بالإضافة إلى تطوير المدخل، تم تحسين منظومة النقل داخل منطقة الأهرامات باستخدام سبع محطات جديدة مخصصة لمسارات زيارة المناطق الأثرية المختلفة، تم تخصيص حافلات ديزل لتنقل الزوار، لحين وصول الحافلات الكهربائية المتفق عليها فى المستقبل، وكانت هذه الحافلات تعمل على تسهيل انتقال الزوار بين مختلف المواقع.
واستطرد قائلاً: لكن الغرفة طالبت بإجراء بعض التعديلات التى تيسر على الزائرين، وشكلت لجنة للتواصل مع الشركة المسئولة عن التطوير وهى "أوراسكوم بيراميدز"، وعقدت عدة اجتماعات مع رئيسها التنفيذي.
أتوبيسات إضافية
وتابع كريم محسن، أنه وبالاتفاق مع الشركة المسئولة عن التطوير، تم الاتفاق على توفير أتوبيسات إضافية – غير كهربائية – فى ظل محدودية الأتوبيسات الحالية التى تعمل بالكهرباء لنقل السائحين من خلال المسارات التى تم الاتفاق عليها، وذلك لحين قيام الشركة المسئولة عن التطوير بتوفير عدد كافٍ من الأتوبيسات التى تعمل بالكهرباء (شاتل باص) لنقل السائحين من منطقة انتظار السيارات إلى أماكن الزيارة والعودة، علما بأن الزيارات ستتم فقط من خلال الشاتل باص.
استثناء رحلات اليوم الواحد
كما تم الاتفاق على أن يتم استثناء برامج الرحلات السريعة (sea cruises) أى السائحين القادمين لرحلات اليوم الواحد عبر جميع الموانئ البحرية المصرية (الإسكندرية – بورسعيد – السويس – البحر الأحمر) من استخدام الأتوبيسات الكهربائية (شاتل باص) لنقل السائحين بالأتوبيسات الخاصة بهم إلى موقع الزيارة ويتم الدخول من مدخل الفيوم والخروج من سفنكس، وذلك لتجنب حدوث أى مشكلات وحصول السائح على تجربة سياحية سهلة ومتميزة يستطيع من خلالها الاستمتاع بالمنطقة الأثرية.
وسيتم خلال الفترة الحالية، التأكد من سير وانتظام التشغيل التجريبى للمنطقة بشكل جيد خاصة تنظيم حركة الزيارة فى ظل التدفق الكبير لأعداد الزائرين بها، لاسيما فى أوقات الذروة والإجازات الرسمية والأعياد، بما يساهم فى التأكد من مستوى جودة الخدمات المقدمة وتقديم تجربة سياحية متميزة للزائرين، بحسب إيهاب عبد العال، عضو مجلس اتحاد الغرف السياحية، قبل أن يشير إلى أن التغيير ليس سهلاً وأن هناك دائمًا دروسًا مستفادة منه.
وأكد عبد العال، أن الوقت التجريبى يمتد إلى شهر مايو المقبل، حتى التشغيل الكامل للخدمات بالمنطقة، لتلافى أى سلبيات قد تظهر والعمل على تحسين الخدمات بشكل دوري.
تفقد الجاهزية
وحرص شريف فتحي، وزير السياحة، خلال جولة تفقدية على جاهزية بوابات الدخول الواقعة على طريق القاهرة الفيوم، والطاقة الاستيعابية لها، حيث إنها ستكون البوابات الرئيسية لدخول المنطقة عند بدء التشغيل التجريبي، إلى جانب تفقد مسار الدخول من هذه البوابات، وتهيئة سبل الراحة والأمان للزائرين، من مظلات، وأنظمة إضاءة حديثة، وتنظيم دخول الحافلات السياحية من هذه البوابات الجديدة، ثم التوقف فى ساحات انتظار مخصصة تتسع لنحو 1200 سيارة وحافلة، بالإضافة إلى تفقد البوابات الذكية الخاصة بالتذاكر الإلكترونية، ومركز الزوار وما يقدمه من خدمات للزائرين وكذلك منطقة البانوراما والمنطقة المخصصة للباعة الجائلين، الأمر الذى يتيح تواجدهم بشكل لائق لا يتعارض مع تطوير المنطقة الأثرية ولا يؤثر سلبا على التجربة السياحية للزائرين.
كما تفقد الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة والتى ستقوم بنقل الزائرين بين محطات الزيارة المختلفة داخل المنطقة، والتأكد من استيعابها للسياحة الميسرة من ذوى الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى تفقد منطقة البازارات.