كل يوم يتأكد لنا مدى "بُعد نظر" الرئيس عبد الفتاح السيسي.. ويتأكد لنا أننا أمام رئيس سابق عصره.. بدءًا من اهتمامه – غير المسبوق – بتسليح الجيش وتطويره وجعله قويًا مصنفًا من بين أكبر 10 جيوش فى العالم.. إلى اهتمامه – غير المسبوق – أيضا ببناء هذا الكم الكبير من الكباري والأنفاق فى جميع أنحاء مصر.. وإن كان قد قوبل هذا بالسخرية والتهكم من البعض.. وعلى رأى المثل "اللى ميعرفش يقول عدس". فقد أنفق سيادته مليارات الجنيهات على بناء هذه الكبارى والأنفاق لربط المدن بعضها ببعض.. فى صمت. إلى أن جاء الوقت الذى عرفنا فيه السبب وراء إنشاء هذه الكبارى.. والمغزى من إنشائها حيث ظهر هذا عند توافد المصريين – عن بكرة أبيهم – الأسبوع الماضى إلى معبر رفح للتعبير عن رفضهم لتصريحات "أبو حنان" أقصد الرئيس ترامب الأخيرة عن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.. "غصب واقتدار".. الأمر الذى ساعد إلى وصولهم بسهولة ويسر إلى معبر رفح بواسطة هذه الكبارى والأنفاق والبالغ عددها 17 كوبرى عائما أقيمت فى عهد الرئيس السيسي.. ولولاها لكان وصول هذه الأعداد من المصريين يحتاج إلى عدة أيام عن طريق نفق واحد فقط وهو (نفق أحمد حمدى) وعبّارات بدائية لتصل كل هذه الأعداد من المصريين فى ظرف ساعة فقط إلى معبر رفح. مما سبّب هذا التوافد الشعبى ذعرًا لدى إسرائيل، التى تفاجأت بالتحرك المصرى.. وانسحبوا عن معبر رفح فورًا رغم أنه حسب الاتفاق كان المفترض بعدها بيومين.. ولكنهم ظنوا أن ملايين المصريين فى الطريق لاقتحام الحدود، لأن المصريون تحركوا بلا تنسيق. فقد ساعدت هذه الكبارى والأنفاق فى الوصول بسهولة ويسر إلى سيناء.. ولم تعد سيناء فى عزلة أو معزولة عن باقى مصر كما كانوا يريدونها. وسبق أن أعلن كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير النقل أنه بواسطة هذه الكبارى يستطيع الجيش المصرى فى ساعة واحدة أن يكون بالكامل فى سيناء.. أظن الرسالة وصلت.. وعرفتوا أهمية الكبارى.. ولم يعد كلام أمريكا بمثابة أمر يستوجب التنفيذ.. بل مصر تقف "الند بالند" وترفض أى تهاون فيما يتعلق بأرضها وسلامة أمنها. مصر دولة كبيرة "أوى".. وتحيا مصر.