السنوات الأخيرة شهدت إطلاق الكثير من ال «براندات» أو العلامات المصرية فى الأسواق العالمية، تلك العلامات التى أثبتت أنها جديرة بحمل شعار «صنع فى مصر» لتكون خير سفير للصناعة المصرية وخير دعاية للوطن، وقوة وعزيمة الصانع المصرى الذى مازال قادرًا على منافسة العلامات التجارية الكبرى فى مختلف الصناعات سواء التقليدية أو المتقدمة منها. وفى طريق بحثه الدائم عن جودة التصنيع وتنافسية أسعار المنتج الصناعى، يبذل المستورد الخارجى فى الوقت الراهن جهدًا مكثفًا للوصول إلى المنتج الصناعى المصرى، الذى أصبح حديث العالم فى كثير من الصناعات تتصدرها صناعة الملابس والأقطان والصناعات الغذائية والجلدية، فضلاً عن صناعة الحديد والصلب والكابلات والماكينات، وصناعات الأجهزة الكهربائية ومستلزمات الإنتاج وغيرها الكثير من الصناعات التى تعمل فى الظل وأصبح لها سمعة فى الأسواق العالمية ومنها الصناعات اليدوية والخزف والسجاد. البحث مازال مستمرًا عن صناعات مصرية تعمل فى قطاع تصنيع السيارات خصوصًا الكهربائية منها أو أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية وصناعة أجزاء من هياكل الطائرات التجارية، وهنا تعكف الجهات المصرية المعنية فى الوقت الراهن على توقيع اتفاقيات مشاركة مع كبري العلامات والكيانات العالمية العملاقة التى تعمل فى مثل هذه الصناعات لخلق كيانات صناعية تكون نواة لصادرات و«براندات» مصرية جديدة للعالم. وعندما تتجاوز صادرات مصر من السلع والمنتجات المصنعة محليًا ال 40 مليار دولار خلال العام 2024، مقارنة بصادرات قيمتها 35.6 مليار دولار خلال العام 2023، وأكثر من ضعف الرقم المحقق قبل 10 سنوات المسجل بقيمة 18.7 مليار دولار عام 2015، فإننا أمام حقائق تشير بوضوح إلى أن الصناعة الوطنية ستكون قاطرة الصادرات المصرية فى اقتحام الأسواق العالمية خلال السنوات المقبلة. حلم الوصول بالصادرات السلعية المصرية إلى رقم 200 مليار دولار بحلول العام 2030، ليس ببعيد المنال، عندما تتكاتف الجهود الحكومية مع رجال أعمال مخلصين للصناعة المصرية العريقة التي تستحق أكثر مما وصلت إليه حاليًا، فهناك مبادرات أطلقتها مصر مؤخرًا لدعم القطاع الصناعى ومنها مبادرة «إبدأ»، إضافة إلى اتجاه البنوك إلى زيادة تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة لتكون نواة لصناعات كبرى تستطيع المنافسة بقوة بالأسواق العالمية. يبقى أن ننوه إلى ضرورة العمل على إعداد حملات تسويق وترويج موسعة للعلامات التجارية المصرية التى استطاعت الدخول فى معترك المنافسة العالمية، وأن يكون اهتمامنا منصبًا على تعزيز جودة تلك المنتجات لتكون خير سفير للمنتج الصناعى الوطنى عالميًا. حمى الله مصر وشعبها العظيم