يترقب الرأى العام العربى ما أعلنه كل من الرئيس الأمريكى باراك أوباما والرئيس الروسى فلادميير بوتين بالاتفاق على وقف العمليات العسكرية فى سوريا بداية من الأسبوع الحالى وأن تلتزم كل الأطراف لأنه فى حقيقة الأمر اذا تجدد الاقتتال ولم يترجم الاتفاق الروسى الأمريكى إلى عمل حقيقى يوقف نزيف الدم فى سوريا فلا ثقة أو حتى مصداقية فى مواقف هذه الدول العظمى خاصة وأن سوريا تحولت إلى اطلال ولم يعد مكان الا وتم تدميره وبالتالى استمرار القتال لن يؤدى إلى أى انتصار الجميع خاسر بما فى ذلك النظام والمعارضة والمجتمع الدولى، كما يعقد وقف اطلاق النار فى سوريا تحصيل حاصل فقد انهكت كل الأطراف وظهرت كل الأجندات بوضوح من حيث تصفية الحسابات والرغبة فى استنزاف العواصم العربية والمال العربى. كانت كل من روسياوالولاياتالمتحدة أعلنتا فى بيان مشترك صدر عن وزارتى خارجية البلدين عن أن اتفاقًا لوقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ فى سوريا بدءًا من أمس السبت ولكنه لن يشمل تنظيم داعش الإرهابى وجبهة النصرة. ودعا الأطراف المتحاربة إلى الإعلان عن موقفها من الهدنة فى موعد أقصاه منتصف نهار الجمعة من دخول الهدنة حيز التنفيذ. وأضاف البيان أنه يتوجب على القوات الجوية الروسية والقوات الجوية السورية أن تتوقفان عن شن الغارات الجوية على المعارضة السورية، ولكنه سيتم استمرار الغارات على الجماعات الإرهابية وفقا لقائمة الأممالمتحدة. وتعقيبًا على البيان الروسى الأمريكى الأخير بشأن بدء سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية فى سوريا اعتبارًا من فجر السبت 27 فبراير الجارى، اعتبرت وزارة الخارجية المصرية أن هذه الخطوة تعتبر خطوة مهمة وضرورية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السورى، ووضع حد لأعمال العنف وتوفير بيئة داعمة للعملية السياسية تحت رعاية الأممالمتحدة، وصولا إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار وتحقيق التسوية السياسية للأزمة السورية. وأوضح المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، أن الفترة القادمة تتطلب التزام جميع الأطراف بتنفيذ الاتفاق وإعلاء مصحلة الشعب السورى الذى تفاقمت معاناته نتيجة استمرار القتال والعنف، مع أهمية الاستمرار فى مكافحة التنظيمات الإرهابية فى سوريا. وأضاف أن الساعات الأخيرة كانت قد شهدت اتصالات مصرية مكثفة مع الجانبين الأمريكى والروسى للتنسيق بشأن الترتيبات الخاصة بتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية. كما رحبت الجامعة العربية بالبيان الروسى الأمريكى الأخير بشأن بدء سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية فى سوريا اعتبارًا من فجر السبت الموافق 27 فبراير الجارى. وأعرب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى عن امتنانه إزاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى سوريا، داعيا كافة الأطراف إلى قبول والالتزام بكافة شروط الاتفاق. وكانت الولاياتالمتحدةوروسيا أعلنتا وقف إطلاق النار اعتبارا من 27 فبراير الحالى على ألا يشمل الجماعات الإرهابية. وأضاف كيرى - وفقا لبيان الوزارة - أنه إذا تم الالتزام بالاتفاق، فهذا لن يؤدى إلى انخفاض حدة أعمال العنف فقط، بل إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة فى سوريا، ويدعم عملية الانتقال إلى حكومة تستجيب لرغبات الشعب السورى. وأكد أن الولاياتالمتحدة ستعمل لضمان التزام الأطراف الرئيسية بشروط اتفاق وقف إطلاق النار وتطوير أشكال تطبيق الاتفاق ومراقبته. وقال إنه ينبغى على كافة الأطراف الوفاء بالتزاماتهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254 ووضع حد للهجمات من جانب كل طرف على الاخر بما فى ذلك القصف الجوى. وقد أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة أن الالتزام بوقف اطلاق النار فى سوريا «سيكون مرهونا بوقف القصف الجوى والمدفعى وفك الحصار عن المدن». وأفاد بيان صادر عن هذه الهيئة فى ختام اجتماعها فى الرياض «أن الالتزام بالهدنة سيكون مرهونًا بتحقيق التعهدات الأممية التى تنص على فك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة، وتمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات لجميع من هم فى حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوى والمدفعى». وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد بحث هاتفيا مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الجهود الرامية لوقف إطلاق النار فى سوريا. ورحب أوباما خلال اتصال هاتفى مع نظيره بوتين - وفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض - بالتفاهم الذى توصلت إليه الولاياتالمتحدةوروسيا والشركاء الآخرون فى المجموعة الدولية لدعم سوريا بشأن شروط وأشكال وقف إطلاق النار فى سوريا. وأكد أوباما أن الأولوية الآن هى ضمان اتخاذ النظام السورى والمعارضة المسلحة لمواقف إيجابية، وكذلك للتنفيذ الصادق من جانب كافة الأطراف من أجل رفع معاناة الشعب السورى ودفع العملية السياسية التى تقودها الأممالمتحدة والتركيز على هزيمة تنظيم داعش. من جانبه أعلن ستيفان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة الخاص بشأن الأزمة السورية، عن تشكيل قوة مهام خاصة للمساعدة فى مراقبة الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار فى سوريا، وأكد ميستورا أن اتفاق وقف إطلاق النار فى سوريا لن يطبق على «جبهة النصرة» ذات الصلة بتنظيم القاعدة وتنظيم «داعش» الإرهابى حيث أدرجتهما الأممالمتحدة فى قائمة المنظمات الإرهابية. من جانبها رحبت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسيف» بالاتفاق المشترك بين روسياوالولاياتالمتحدة بشأن وقف إطلاق النار فى سوريا. وقال المدير التنفيذى لليونيسف انتونى ليك إن المنظمة ترحب بهذا التقدم من الناحية الدبلوماسية، والآن هو الوقت لملائمة هذا التقدم بخطوات فعلية. وأضاف أنه بالنسبة لأطفال سوريا. وقد وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن الاتفاق بين روسياوالولاياتالمتحدة بشأن وقف إطلاق النار فى سوريا خطوة حقيقية نحو وقف حمام الدم وقد يكون نموذجا للعمل ضد الإرهاب. وقال بوتين أيضا إنه بحث الخطة مع نظيره الأمريكى باراك أوباما عبر الهاتف فى حين قال مبعوث الأممالمتحدةلسوريا أن اتفاق وقف الاقتتال الذى تم التوصل إليه بين روسياوالولاياتالمتحدة قد يسمح باستئناف سريع للمفاوضات بشأن العملية السياسية لإنهاء الحرب الأهلية. وأضاف ستيفان دى ميستورا «يمكننا الآن قريبا جدا استئناف العملية السياسية اللازمة لإنهاء الصراع وكان مجلس الأمن الدولى قد أعرب عن مخاوفه إزاء تقرير أممى يؤكد استخدام الأسلحة المحرمة دوليا من جديد فى شمال سوريا أكد فى بيان صحفى صادر عقب مناقشته نتائج أول تقرير مشترك لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ولجنة التحقيق المستقلة لتحديد المتورطين فى استخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا أن التقرير استند إلى معلومات موثوقة من دول مجاورة ومجتمعات مدنية تؤكد استخدام تلك الأسلحة خمس مرات فى كل من ادلب وحماة وحلب. وأعرب عن مخاوفه إزاء ما جاء فى التقرير من معلومات تشير إلى احتمال استخدام الأسلحة المحظورة فى سوريا من جديد. من جهتها ذكرت لجنة التحقيق المستقلة لتحديد المتورطين فى استخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا فى تصريح صحفى أنها ستبدأ المرحلة الثانية من مهمتها فى سوريا خلال شهر مارس المقبل موضحة أنها ستكون أكثر تحديا. يذكر أن مجلس الأمن تبنى بالإجماع فى أغسطس الماضى القرار 2235 الذى طالب الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل لجنة خبراء للتحقيق فى استخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا.