استمرارا لجهود الرئيس على صعيد السياسة الخارجية، قام بزيارة رسمية إلى كل من ألمانيا والمجر خلال الفترة من 2 إلى 6 يونيو، استهلها بزيارة إلى برلين، كان قد تم الاتفاق على إتمامها خلال مباحثات هاتفية جرت فى سبتمبر 2014 بين الرئيس السيسى والمستشارة الألمانية ميركل، التى كانت على رأس المسئولين الألمان الذين التقاهم الرئيس فى برلين، فضلًا عن عدد من الوزراء والبرلمانيين والإعلاميين ورجال الفكر، وقيادات الشركات ورجال الأعمال فى ألمانيا. وتعد ألمانيا ثالث أهم شريك تجارى لمصر على مستوى العالم، والأول على مستوى أوروبا، حسب بيان السفارة الألمانية بالقاهرة، وقد عكس توقيت الزيارة مدى حرص مصر على تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعض القوى السياسية فى ألمانيا، وإيضاح حقيقة الوضع فى مصر، وما تتعرض له من إرهاب غاشم وظروف استثنائية، بما ينتج الهدف الأسمى الذى تسعى إليه مصر منذ أن صوب شعبها مساره فى 30 يونيو 2013، فى الانفتاح الجاد وفق أسس تخلق روابط قوية مع شعوب العالم، ومن ضمنها ألمانيا الرائدة صناعيًا على المستوى العالمى فى مجال التكنولوجيا والصناعات الثقيلة، كما تشكل أحد المرتكزات الرئيسية للاتحاد الأوروبى، وأحد أقوى صناع سياساته الإقليمية والدولية. وكانت المشاركة الألمانية فى المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ منتصف مارس، مثمرة للغاية، حيث عقدت مصر اتفاقات مع شركات ألمانية فى مجال الطاقة، تسهم فى إنهاء مشكلة الكهرباء فى مصر خلال عامين. وخلال زيارته لبرلين، اجتمع الرئيس مع كبار ممثلى مجتمع الأعمال الألمانى، ورؤساء كبريات الشركات الألمانية المتخصصة فى العديد من المجالات من بينها الطاقة الكهربائية والغاز والإنشاءات والبنية التحتية والسكك الحديدية والسيارات، وأكد الرئيس على اهتمام مصر بتنفيذ كافة المشروعات فى أقل فترة زمنية ممكنة وبأقل التكاليف وأعلى معايير الجودة، كما استعرض الرئيس الخطوات القانونية والإجرائية التى اتخذتها مصر مؤخرًا لتيسير وجذب الاستثمارات، وفى مقدمتها قانون الاستثمار الموحد، فضلاً عن التزام الدولة المصرية بسداد مستحقات الشركات الأجنبية العاملة على أراضيها، ولا سيما فى مجال الكشف عن النفط والغاز واستخراجهما. كما التقى الرئيس «فولكر كاودر»، زعيم الأغلبية فى البرلمان الألمانى، والذى أكد على الدور المهم الذى تقوم به مصر فى منطقة الشرق الأوسط، مشيدًا بصواب التوجهات المصرية على الصعيدين السياسى والاقتصادى، وبنتائج مباحثات الرئيس مع المسئولين الألمان، موضحًا أنه كان من المهم شرح التطورات التى شهدتها مصر بما يتيح فهمًا أكثر عمقًا وإدراكًا لحقيقة الأوضاع. عقب اختتام زيارته لبرلين، توجه الرئيس السيسى إلى العاصمة المجرية بودابست، تلبيةً للدعوة الموجهة له من رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، وجاءت أهمية زيارة الرئيس لتعزيز التعاون بين مصر والمجر فى مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية التى تهدد جميع دول العالم دون استثناء.