وافق مجلس الوزراء فى اجتماعه برئاسة زكريا محيى الدين رئيس الوزراء على تحويل مدينة بوسعيد إلى ميناء تجارة حرة. وقد قرر المجلس تقديم كل الإمكانيات لإعداد المدينة لهذا الغرض من الناحية العمرانية وتحسين وسائل النقل والتوسع فى مرافق الخدمة وإقامة الفنادق ووافق المجلس على تأليف هيئة عامة تتولى إدارة وتنظيم واستغلال المنطقة الحرة الحالية وتقدمت إلى الحكومة عدة شركات لمنح توكيلاتها لشركات التجارة العامة للتعامل فى المنطقة الحرة. ومشروع تحويل بورسعيد إلى مدينة حرة أمنية قديمة جدًا عمرها عشرات السنين ولكنه ظل موضوعًا على رف، ومنذ عام واحد فوجئ الناس فى بورسعيد بكلام يدور حول هذا الموضوع كلام يختلف عن كل ما سمعوه.. اجتماعات تعقد فى دار المحافظة وكان ينقعد بالساعات الطويلة والقصة بدأت فى عيد النصر الماضى فى 23 ديسمبر عام 1964.. كان الرئيس جمال عبد الناصر يزور بورسعيد كعادته كل عام.. وكعادته سأل الرئيس عصام الدين حسونة محافظ المدينة وقتها ووزير العدل حاليًا عن أحوال المدينة. قال عصام حسونه أنه علم رغم الأيام القليلة التى قضاها فى المدينة أن أمنية قديمة تعيش فى صدور الناس وهى تحويل بورسعيد إلى مدينة حرة وأنه شخصيًا _ أى عصام حسونة_ يعتقد أن الدولة لم تستفد كما ينبغى من موقع بورسعيد. وسأل الرئيس هل بحث هذا المشروع بصورة جدية؟.. فقال المحافظ لا يا سيادة الرئيس لم يبحث بهذه الصورة حتى الآن. قال الرئيس: وكيف نحكم على مشروع بأنه فاشل أو ناجح دون دراسة علمية دقيقة.. ادرسوا أولًا. وكان هذا التوجيه من رئيس الجمهورية هو بداية الانطلاق تشكلت فورًا لجنة فنية من وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية مهمتها بحث المشروع ووضع تقرير دقيق عنه يوضح هل هو قابل للتنفيذ أم لا.. ومثل كل مشروعات الثورة لم يتم عن الموضوع فى القاهرة ولكن انتقلت اللجنة إلى بورسعيد وأقاموا فيها. ومعنى تحويل بورسعيد إلى مدينة حرة.. أن تنقل الأسوار الجمركية الحالية التى تفصل المدينة عن الميناء إلى حدود بورسعيد بحيث تصبح المدينة وميناؤها مساحة واحدة بلا حواجز أو أسوار وقد أعلن عصام الدين حسونة وزير العدل ومحافظ بورسعيد السابق أن تنفيذ تحويل بورسعيد إلى ميناء تجارة حرة هو الاستغلال الحقيقى والعملى لموقع بورسعيد كما صرح المهندس مشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس بأن المشروع سيحقق فوائد كبيرة لبورسعيد وشعبها وللدولة كلها فموقع بورسعيد على رأس قناة السويس وحركة الملاحة اليومية الضخمة فى الميناء كفيلة بإنجاح المشروع. قد خرجت من بورسعيد آلاف البرقيات تشكر الرئيس جمال عبد الناصر على تحويل بورسعيد إلى ميناء حرة وتجمع الناس حول الراديو يصفقون للقرار.