انتشرت فى الآونة الأخيرة فى مجتمعنا ظاهرة غاية فى الخطورة وهى السب بألفاظ تخدش الحياء والتطاول على الآخرين وهو ما أصبحنا نراه فى الشوارع وعلى المقاهى والمواصلات العامة، بل حتى على شاشات التليفزيون ومن خلال الأفلام وبرامج التوك شو.. "أكتوبر" تناولت الظاهرة وفى هذا التقرير نبين خطورة الكلمة واللسان وكيف نواجهها.فى البداية شدد الشيخ على وصفى من علماء الأزهر الشريف على ضرورة أن يدرك المجتمع المسلم خطورة الكلمة وأنها تؤذى صاحبها ويتعدى ذلك الجيران وصولا إلى المجتمع بالكامل، فالكلمة قد تدمر أمة لأنها لو خرجت لا تعود وهى أخطر من الرصاصة التى قد تصيب أو تقتل واحدا على عكس الكلمة فقد تقتل أمة. ودلل الشيخ على كلامه بما حدث على عهد النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة أحد وما أشيع بمقتل النبى، وهو قائد جيش المسلمين، هنالك أغلب الجيش المعركة أى تركها، وانهزم المسلمون من جراء كلمة قيلت وشائعة تم الترويج لها. مضيفا أن هذا للأسف حال المسلمين دائما بأن تجد الشائعة تنتشر انتشار النار فى الهشيم، وأوضح أن للكلمة خطورة على أسرة وهذا ما حدث أيضا على عهد النبى عندما تكلم بعض المنافقين وللأسف بعض المسلمين أمثال حسان بن ثابت وحمنة بنت جحش، أخت السيدة زينب بنت جحش زوج رسول الله، ومسطح بن أثاثة وهو بن عمة السيدة عائشة، وخاضوا بألسنتهم ووقعوا فى حق السيدة عائشة واتهموها زورا وبهتانا وكان على رأس هؤلاء عبد الله بن أبى بن سلول زعيم المنافقين فى المدينة، وكانوا قد تكلموا فى شرف النبى بأن السيدة عائشة رضوان الله عليها، أخطأت مع صفوان بن المعطل فبرأها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات، وكان من نتائج هذه الحادثة أنه كاد يقع القتال بين الأوس والخزرج وكادت تؤدى بهلاك المسلمين فى المدينة لكن رسول الله هداهم. وتابع الشيح وصفى ولذلك فعلى المسلم أن يقول خيرا أو يصمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".. وسئل النبى أى المسلمين خير قال "من سلم المسلمون من لسانه ويده".. وحذر النبى من اللسان فقال يا معاذ "أمسك عليك لسانك.. فقال معاذ يا رسول الله أو إنًّا مآخذون بما نتكلم به.. قال: سكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس فىالنار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم". وكان أبو بكر رضى الله عنه يضح حصاه فى فمه ليمنع نفسه من الكلام.. لافتا إلى أن والكلام على لسان الشيخ وصفى - كثرة الكلام إنما تؤدى إلى أخطاء جسيمة ولذلك قال ابن مسعود" والذى نفسى بيده ما من شىء أحوج إلى طول سجن من اللسان". وقال الشيخ عبد الناصر بليح من أئمة وزارة الأوقاف أن الكلمة صدقة ويجب على كل واحد أن يحفظ لسانه فلا يتكلم إلا بخير، أما الكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة قال الله عنها "اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار". ولقد تفشى فى مجتمعاتنا كثرة الكلام الخبيث الذى أصبح يتداول على الألسنة فى الشارع والطرقات وعلى المقاهى وعلى شاشات التليفزيون وعلى مواقع التواصل الاجتماعى حتى أصبح السب غالبًا على ألسنة الناس فهى ظاهرة خطيرة.. وربما ذهب السب إلى سب دين الله. وأضاف: ولنا فى رسول الله أسوة حسنة فلم يكن صلى الله عليه وسلم لعانا ولا طعانا ولا فاحشا.. بل إن النبى حذر من أن الكلام الخبيث يؤدى بصاحبه إلى النار فقال "إن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا وإنها لتهويه فى النار سبعين خريفا" وأشار إلى أنه هذه الظاهرة انتشرت فى مجتمعاتنا بسبب بعدنا عن الدين وعن القرآن وعدم الاقتداء برسول الله.. ومن هنا يأتى دور الإعلام من خلال زيادة البرامج التوعوية التى تحس على الفضيلة وحماس الأخلاق وتحض على الفسق والفجور وكذا دور الرقابة فى عدم السماح بتداول هذه الألفاظ على الشاشة التى ساهمت بشكل كبير جدا فى ظهور هذه الألفاظ وهذه الشتائم التى تخدش الحياء.. كما أن للمدرس دورًا فى تعليم النشىء خطورة هذه الألفاظ وأنها لا تليق.. وكذا على وزارة الثقافة أن تعقد الندوات الثقافية لتشجيع الشباب وصقل مواهبهم وإتاحة الكتب التى تحثهم على ترك مثل هذه الألفاظ النابية التى تؤذى أسماعنا ليل نهار كما أن للأزهر دورًا ولوزارة الأوقاف دورًا من خلال إقامة الندوات الدينية وخطبة الجمعة التى هى بمثابة فرصة عظيمة للأمام.