اجتاحت حالة من الطقس السيئ منطقة الشرق الأوسط وتسببت فى غرق عدد من مدن وعواصم الدول وكانت الإسكندرية من أكثر المدن تضررا بعد أن غرقت شوارعها ومنازل سكانها ومحالهم التجارية فى مياه الأمطار. فعلى غرار عروس البحر المتوسط سارت إسرائيل وفلسطين والأردن وفى الأخيرة كانت بلدة الشونة فى لواء الأغوار بمحافظة إربد الشمالية الأكثر تضررًا، حيث تسببت الأمطار فى غرق الشوارع والسيارات.على مدار أكثر من أسبوعين انشغل الرأى العام بأزمة غرق محافظاتالإسكندريةوالبحيرة والغربية وهو ما استدعى البحث عن الأسباب الحقيقة وراء غرق شوارع مدينة الثغر فى شبر ميه. وتكمن الأزمة بالإسكندرية فى خريطة الصرف الصحى، ومحطاتها وشبكاتها المتهالكة وفساد المحليات عند البناء المخالف، وتحملت محطات الصرف بمنطقة «الطابية» المسئولة عن تصريف كل مياه صرف شرق إسكندرية المسئولية الكبرى بسبب تعطل 8 ماكينات عملاقة لأسباب غير معلومة. ومن الأسباب الخطيرة وراء غرق الإسكندرية بعض الطرق التى تم تنفيذها بإهمال بعد أن تبين أن ميول الإسفلت فى الاتجاه المعاكس «لشنايش» صرف المطر، ما أدى إلى تجمع المياه تجاه شمال الطريق الكارثة الأكبر أن أنفاق المشاة بلا صرف من الأساس. والطامة الكبرى التى سببت كوارث غرق الإسكندرية على مدار العامين السابقين هى ناطحات السحاب التى غزت المحافظة والتى سببت مشكلات كثيرة للبنية الأساسية للمدينة فلم تعد شبكة الصرف الصحى تستطيع العمل بصورة طبيعية وكذلك الطرق والاتصالات وشبكة المياه. كواليس الأزمة الدكتور مجدى أبو ريان مدير مركز بحوث ومشروعات المياه يزيح الستار عن بعض أسباب غرق الإسكندرية مشيرا إلى أن عروس البحر المتوسط مقسمة إلى جزأين الأول هو وسط المدينة من بداية سيدى جابر وبها شبكة صرف تم إنشاؤها منذ الأربعينيات لسحب مياه الأمطار من خلال «شنايش» تصرف فى البحر مباشرة لافتا إلى أن عمال البلدية يقومون بعمل صيانة «الشنايش» قبل بداية فصل الشتاء وهنا لا توجد أزمة، وأضاف أن الجزء الثانى هو الجزء الشرقى للمحافظة وهو أساس الأزمة حيث تم عمل شبكات الصرف الصحى بشكل سريع وبإمكانيات قليلة فضلا عن إهمال عمل مصافى الأمطار وهو ما يعرض هذا الجزء للغرق بمياه الأمطار فى فصل الشتاء وكشف «الريان» أنه لا يمكن عمل خزانات مياه للأمطار بالإسكندرية بها ولكن يتم الآن العمل على تنفيذ خطة طموحة للاستفادة بمياه الأمطار فى الصحراء بإنشاء السدود الركامية فى شمال وجنوب سيناء لاستخدام هذه المياه فى الزراعة. الحلول البديلة من جانبه أكد العميد محيى الصيرفى المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى أن الشركة بدأت فى تنفيذ المشروعات التى كلف بها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته لمحافظة الإسكندرية وزارتى الرى والإسكان متمثلة فى قطاعى المياه والصرف والتى خصص لها مليارى جنيه من صندوق تحيا مصر. وأوضح أن وزارة الرى ستقوم بتنفيذ عدد من المشروعات لتقوية المصارف الخاصة بها وتطهيرها وتدعيم وتغيير طلمبات الرفع المطلة على هذه المصارف. وأشار العميد الصيرفى إلى أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالإسكندرية قامت بتكليف شركة المقاولون العرب بإنشاء عدد من الشنايش الجديدة على طول كورنيش البحر وذلك لمواجهة أى سيول أو أمطار غزيرة تسقط على شوارع المحافظة فضلا عن تنفيذ عدد من مخرات السيول ومصبات المطر فى عدد من المناطق المنخفضة بمحافظة الإسكندرية والتى تتجمع بها المياه وهى المناطق التى تقع أمام فندق شيراتون المنتزه ومنطقة العصافرة والمناطق المنخفضة على كورنيش النيل وأوضح أنه سيتم ربط هذه الشنايش والمخرات بالبحر لصرف مياه الأمطار والسيول بها أو ربطها بأقرب محطة صرف صحى وذلك لسرعة شفط المياه. تكليفات الرئيس حيز التنفيذ عقب تكليفات الرئيس والمهلة التى منحها لرفع كفاءة الصرف بالمحافظة قام حى ثان المنتزه شرق الإسكندرية تحت إشراف اللواء عادل سلامة ومعاونه للمرافق مهندس عادل البكرى بأعمال تطهير غرف تفتيش الصرف الزراعى بعزبة الرحمنة بمنطقة الإصلاح باستخدام المعدات اللازمة للقضاء على مشكلة الطفح والبدء فى إنشاء بيارة بخط مواسير قطر 14 بوصة وإصلاح مسار الحفر من كوبرى المندرة فى اتجاه البحر للقضاء على مشكلة تراكم المياه أسفل كوبرى المندرة. كما عقدت المنطقة الشمالية العسكرية مؤتمرا موسعا مع رؤساء الأحياء وشركات الصرف الصحى ومديرى العموم والقيادات التنفيذية فى محافظة الإسكندرية والأجهزة المعنية بحل مشكلات الصرف الصحى والزراعى من وزارات الزراعة والإسكان، والرى لبحث توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى ولوضع خطة عاجله خلال 72 ساعة لاحتواء الأزمات الطارئة خلال الفترة القادمة والقضاء بشكل نهائى على الآثار السلبية لسقوط الأمطار والسيول. ومن جانبه أوضح اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، أن الإدارة المركزية لتنفيذ مشروعات الصرف والتابعة لوزارة الإسكان سوف تسند أعمال رفع كفاءة شبكة الصرف وتطويرها بالإسكندرية بالأمر المباشر وذلك تحت إشراف القوات المسلحة لسرعة الإنجاز فى تنفيذ تكليف الرئيس لرفع كفاءة الصرف الصحى خلال 10 أيام وهى المهلة التى منحها الرئيس قبل موعد النوة المقبلة. وحول حصة الإسكندرية من المليارى جنيه التى خصصها الرئيس من صندوق «تحيا مصر» لهذا الغرض أكد اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية أنه لم يتم تحديد حصة الإسكندرية من قيمة المليارى جنيه وقال إن الشركة بحثت احتياجات البدء فى التنفيذ ليتم عرضها على المحافظة. ضحية الأمطار وفى البحيرة.. حاصرت مياه السيول قرية «عفونة» التابعة لمركز وادى النطرون بالبحيرة المنازل والمحلات ما دفع الأهالى لترك أملاكهم والهروب إلى القرى المجاورة خوفًا من الغرق بعد موت عدد من السكان غرقًا فى مياه الأمطار، فيما احتمى آخرون بأسطح المنازل محاصرين. وقال وهدان السيد المتحدث باسم محافظة البحيرة إن الأوضاع بدأت تستقر بشكل كبير، بعد موجة الطقس السيئ التى شهدتها المحافظة. وكشف وهدان عن أسباب غرق قرية العفونة بهذه السرعة موضحًا أن بيوت القرية منخفضة ومنازلها عشوائية وأن مياه السيول لم تجد أى موانع لقطع الطريق وهو ما أدى إلى شطره نصفين واعترف وهدان بأن القرية ليس بها أية مرافق.