وشهد شاهد من أهلها، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون قالت فى مذكراتها التى نشرت فى كتاب تحت اسم خيارات صعبة، قالت وبالحرف الواحد: إن المخابرات الأمريكية CIA هى التى أنشأت ونظمت فاعلية تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام المعروف باسم داعش ، وأكدت أن التنظيم تم إطلاق عملياته فى بدايات عام 2013 فيما يسمى إحلال نظام الإسلام السياسى مكان الأنظمة القديمة فى الدول التى أطيح بأنظمتها فيما يسمى بثورات الربيع العربى، وبداية القصة كانت عندما تقلص دور تنظيم القاعدة فى العراق بعد مقتل زعيم التنظيم أبو مصعب الزرقاوى، ثم حدث تغير مفاجئ بعد تذمر السنة العراقيين وخاصة أفراد الجيش العراقى المنحل وإستيائهم الشديد من سيطرة الشيعة وزيادة النفوذ الإيرانى فى العراق بمباركة أمريكية.. وعندما ظهر قائد إرهابى جديد ليحل محل الزرقاوى يدعى أبو عمر البغدادى والذى أسس تنظيم جبهة النصرة وبعد مقتل أبو عمر البغدادى فى غارة أمريكية على مركز قيادته فى الرمادى حدث تغير دراماتيكى غير متوقع وهو استخدام أمريكا لشخص يدعى أبو بكر البغدادى كان مسجوناً فى سجن عراقى تحت سيطرة أمريكا حيث تلقفته المخابرات الأمريكية وجرى بينهما اتفاق يضمن لأبو بكر البغدادى حريته مقابل إعداد تنظيم يحل محل تنظيم القاعدة وجبهة النصرة، وقد وجه أبو بكر البغدادى سؤال للوسيط الأمريكى: ماذا تريدون أنتم - أى الأمريكان - مقابل ذلك؟ فأخبره الوسيط الأمريكى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها خطة لتغيير الأنظمة فى الدول العربية وأنها ترى - أى أمريكا - أن مع التعامل على دولة اسلامية موحدة فى المنطقة العربية سيكون أفضل كثيراً لأمريكا والغرب، ورغم تقبل أبو بكر البغدادى للفكرة إلا أنه تحفظ كثيراً على استمرار مساندة أمريكا لسيطرة الشيعة فى ايرانوالعراق على مقدرات الشعوب العربية فى المنطقة ونبذهم للعرب السنة وإبعادهم عن أى مراكز قيادية.. ويبقى السؤال ما هو الهدف الأمريكى من تمويل ودعم مثل هذا التنظيم؟! الحقيقة أن أمريكا كانت تهدف الى اشغال دول الطوق العربى حول إسرائيل وهى مصر والعراق والأردن ولبنان وسوريا وإغراق هذه الدول فى فوضى مسلحة بفعل هجمات إرهابية تحت راية تنظيم داعش وحتى تضمن وقف القضية الفلسطينية فالعرب سيكونون مشغولون بهمومهم الداخلية وفوضى الإرهاب والاقتتال وعدم الاستقرار، وكذلك تضمن أمريكا تبعية وولاء أكثر من دول الخليج حيث تعهدت أمريكا بالدفاع عن هذه الدول وضمان حمايتها، لكن كل ذلك تحطم بعد ثورة 30 يونيو فى مصر وإزاحة نظام الإخوان الذى كان متحالفاً مع أمريكا بمباركة تركية قطرية مقابل إعادة توطين الفلسطنين من قطاع غزة فى جزء من سيناء وأن تكون حماس هى المؤسس للدولة الفلسطينية الجديدة مقابل اعتراف أمريكا بها كدولة مستقلة على أرض سيناء المصرية.. كل ذلك تكشف وتم الإطاحة به بعد تدخل الجيش المصرى وتمكنه من فرض سيطرته على كل سيناء وفضح المخطط التآمرى حتى أصبحت أمريكا عارية أمام العالم فلجأت إلى تركيا لإعداد ودعم تنظيم داعش لبدء هجمة جديدة واشعال المنطقة.. وللأسف الشديد رغم إعلان أمريكا أنها تقصف تنظيم داعش الارهابى فإن الحقيقة غير ذلك فقد ثبت أن الاستخبارات الأمريكية وباعتراف تركى بعد ظبط شحنة أسلحة على الحدود التركية السورية كانت فى طريقها لتنظيم داعش الأسلحة أمريكية متطورة تضم أنواع من قاذفات الصواريخ المتقدمة من نوع – جابلن – إضافة الى مدافع رباعية ذاتية الحركة لأغراض الطيران المنخفض والمروحيات وهذه الأسلحة لم يكن لها وجود من قبل لدى تنظيم داعش وهو ما يثبت أن أمريكا لا تزال تدعم التنظيم الارهابى.