فى إطار حوار «جنوب – جنوب» تعقد القمة العربية مع مجموعة دول أمريكاالجنوبية فى الرياض الأسبوع الحالى لتعزيز التعاون بين الجانبين والدفع بمسار التعاون فى مستوياته المختلفة وتعد هذه القمة الرابعة بعد اطلاق الأولى فى البرازيل عام 2005 وسوف يشارك عدد كبير من قادة هذه الدول لمناقشة القضايا السياسية والأزمات التى تمر بها المنطقة ودول العالم.وسوف يتصدر جدول الأعمال قضايا سورية وفلسطين وليبيا واليمن والعراق ومكافحة الإرهاب إضافة إلى التعاون السياسى والتنسيق فى المحافل الدولية وتوثيق التبادل التجارى والاستثمارى الذى ارتفع إلى أكثر من 30 مليار دولار كما يدرج على جدول الأعمال التعاون فى مجالات الصحة والتعليم والبيئة والثقافة والعمل على مد جسور التواصل وتوفير حرية التنقل عبر الوسائل المختلفة بما فى ذلك النقل البحرى. وقال الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الوضع الراهن يبشر بأن الأزمة السورية فى طريقها إلى الانفراجة، خاصة بعد مشاركة كافة الأطراف اللاعبة فى الأزمة السورية، بما فيها إيران والدول العربية الذين شاركوا فى اجتماع فيينا الأسبوع الماضى، مشيرا إلى أنه على تواصل مستمر مع الأممالمتحدة ومبعوثها لدى سوريا ستيفان دى مستورا. وأعرب العربى عن أمله أن يكون الاجتماع القادم للدول المشاركة فى اجتماع فيينا والمقرر بعد أسبوعين بداية الحل للأزمة التى تشكل أسوأ مأساة إنسانية فى القرن الواحد والعشرين. ويرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن ملفات المنطقة تحتاج إلى تفهم ودعم من كل دول العالم خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب واحترام سيادة الدول وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وقال ان اجتماع المجموعة العربية مع دول أمريكاالجنوبية فى الرياض سيكون فرصة لتوثيق التعاون حول دعم القضايا المشتركة بما يخدم مصالح هذا التجمع. فيما أكد السفير احمد قطان مندوب السعودية الدائم لدى الجامعة على ان القمة الرابعة العربية مع دول أمريكاالجنوبية التى تعقد بالرياض يومى 10-11 نوفمبر الجارى. سوف تسهم فى توطيد العلاقات العربية مع دول أمريكاالجنوبية فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية . من جهته قال السفير إبراهيم محيى الدين مدير إدارة الأمريكتين بالجامعة العربية ان الاجتماعات التحضيرية تهدف إلى استكمال الاستعدادات الخاصة بالقمة العربية الأمريكيةالجنوبية المقررة بالرياض من النواحى اللوجيستية والفنية والتشاور حول الموضوعات التى ستعرض على القمة ومشروع «إعلان الرياض» الذى سيصدر فى ختام أعمال هذه القمة التى تسبقها اجتماعات تحضيرية منها عقد الدورة الرابعة لمنتدى رجال الأعمال من الجانبين العربى والأمريكى الجنوبى، والتى سيتم خلالها التوصل لإعلان مشترك سيرفع من قبل رئيس الغرفة التجارية السعودية إلى القمة، كما سيعقد كبار المسئولين من الجانبين اجتماعا لهم يوم 7 نوفمبر الجارى بالرياض، لبدء التحضير المشترك للقمة، ورفع نتائج أعمالهم إلى الاجتماع الوزارى المشترك المقرر يوم 9 نوفمبر قبيل انعقاد القمة. ومن المقرر أن تتبنى القمة مشروع إعلان الرياض الذى سيصدر فى ختام دورتها الرابعة، بالإضافة إلى بيان ختامى يتضمن ملخصا لأهم القضايا المعروضة على جدول الأعمال. وأشار السفير محيى الدين إلى أن مشروع جدول أعمال القمة يتضمن عددا من القضايا السياسية التى تهم الجانبين وفى صدارتها القضية الفلسطينية إلى جانب تطورات الأوضاع فى سوريا واليمن وليبيا وهى القضايا التى يركز عليها الجانب العربى، إلى جانب القضايا التى يركز عليها الجانب الأمريكى الجنوبى ومنها قضية جزر المالفينوس المتنازع عليها بين الأرجنتين وبريطانيا، بالإضافة إلى علاقة هذه الدول بالمنظمات الدولية، وقضية الديون السيادية، بالإضافة إلى مناقشة العديد من قضايا التعاون فى المجال الاقتصادى والتجارى والثقافى، خاصة أن حجم التبادل التجارى بين الجانبين وصل نهاية عام 2014 إلى 30 مليار دولار بعد أن كان حوالى 6 مليارات دولار عام 2005 عند انطلاق أول قمة عربية مع دول أمريكاالجنوبية فى البرازيل. وأوضح محيى الدين ان برنامج القمة يبدأ بالجلسة الافتتاحية التى تعقد مساء 10 نوفمبر يليها جلسة عمل قصيرة لإلقاء كلمات رؤساء الوفود وفى اليوم التالى تعقد جلسة عمل الثانية والاستمرار فى إلقاء الكلمات ومناقشة اعتماد إعلان الرياض ثم الجلسة الختامية التى يعلن خلالها توصيات القمة بما فى ذلك توصيات منتدى رجال الأعمال وإعلان البيان الختامى ثم كلمة الدولة التى ستعقد فيها القمة المقبلة يلى ذلك كلمة المملكة العربية السعودية باعتبارها الدولة المضيفة للقمة. يذكر أن قمة الدول العربية ودول أمريكاالجنوبية هى ملتقى للتنسيق السياسى بين دول المنطقتين (المنطقة العربية وأمريكا اللاتينية) وهى أيضا آلية للتعاون فى مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية و التعليم والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة وغيرها من المجالات ذات الصلة لتحقيق التنمية الدائمة فى تلك البلدان والمساهمة فى تحقيق السلام العالمى. وتأسس هذا الملتقى بناءً على اقتراح من الرئيس البرازيلى السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال المؤتمر الأول لقمة رؤساء الدول والحكومات الذى عقد فى مدينة برازيليا فى البرازيل فى مايو 2005. ومن جهة أخرى، قال السفير فاضل جواد الأمين العام المساعد للشئون السياسية الدولية بجامعة الدول العربية، أن هناك أنشطة عديدة للتعاون بين الجانبين فى مجالات التنمية، والاقتصاد، والمواصلات، والاتصالات، والشئون القانونية، والمرأة، والصحة، والتربية والتعليم. وأثنى على دول أمريكا اللاتينية فى دعم القضايا العربية، معتبرًا إياها من أهم الدول الداعمة للقضية الفلسطينية فى المحافل الدولية، وصوتت مع فلسطين من أجل إعطائها وضعية دولة مراقب فى الأممالمتحدة.