«بسم الله الرحمن الرحيم.. هذه خطواتنا المباركة إن شاء الله تصدر فى أيام مجيدة، أيام جددنا فيها الثقة ومارسنا الحرية وجمعنا الشمل العربى، واحتفلنا بذكرى العدوان الفاشل على السويس والانتصار الباهر فى سيناء». ما سبق كان الفقرة الأولى فى الافتتاحية الأولى للعدد الأول من مجلة أكتوبر الصادر فى 31 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1976. العدد يحمل على غلافه صورة بورتريه للرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام ونجم النجوم الباهر فى سماء العالم فى هذا التاريخ الذى صدرت فيه «أكتوبر» وكان الغلاف يحمل عنوانا واحدا من 9 كلمات: «الجليد يذوب بين موسكو والقاهرة.. حكاية طويلة يرويها السادات». وفى الداخل وعلى خمس صفحات جاءت تفاصيل ما تضمنه عنوان الغلاف، كانت هذه القنبلة الصحفية هى الانفراد الأول الذى تضمنه العدد الأول من مجلة «أكتوبر».. كم نسخة طبعتها أكتوبر من هذا العدد؟.. كم نسخة تم توزيعها؟.. الإجابة عشرات الآلاف فمن لا يريد ولا يسعى لأن يقرأ ويعرف مذكرات وذكريات الرئيس السادات بما تحمله من أسرار سياسية واجتماعية وثقافية وحكايات شيقة تحمل بصمة الكاتب، وروح الكاتب وروعته. بالطبع ليس السادات ولكنه أنيس منصور الذى استمع للرئيس ودوّن وصاغ بقلمه ثم عرض على السادات وراجعه قبل أن ينشر. فلما كان العدد الأول من هذه المجلة اهتزت أركان الصحافة الناطقة بلغة الضاد، أما أوساط الصحافة العربية الصادرة فى الداخل العربى وفى عواصم العالم فى لندن وباريس وواشنطن وعواصم أخرى من العالم فقد استقبلت المولود الجديد الذى ولد مكتملا وخرج من رحم حاضنة جميلا عفيا شابا متجاوزا مراحل الطفولة والصبا، فلما طالعه القارئ فى بهائه رفعه على عرش الصحافة المصرية ملكا متوجا على أخوته فى بلاط صاحبة الجلالة، ومنذ هذا اليوم وإلى اللحظة التى تقرأ فيها هذه الكلمات مازالت «أكتوبر» على عهدها ووعدها مع القارئ قد يصبها الوهن حينا والكسل أحيانا لكنها دائما تعود فتسترد عافيتها وعرشها الذى تربعت عليه كثيرا.. فقط انتظروها وتابعوها وسوف تتأكدوا مما نقول..