أعرب العديد من الخبراء عن سعادتهم بنتيجة التصويت على عضوية مصر بمجلس الأمن -الفئة غير الدائمة-، وتطلعهم لأن يعكس هذا التصويت مقدار ثقة المجتمع الدولى فى مصر كدولة ذات ثقل سياسى كبير فى محيطها الإقليمى وعلى المستوى العالمى، وجدارتها بالمشاركة فى تحمل مسئولية حفظ السلم والأمن العالميين من خلال عضويتها بالمجلس ل عامى 2016- 2017. وقالت مصادر دبلوماسية إن نتيجة التصويت تأتى تتويجاً لجهود أشهر طويلة من العمل الدؤوب، الذى اضطلعت به الدولة المصرية للترويج لعضوية مصر فى مجلس الأمن. وشددت المصادر على أن هناك مهام ثقيلة ملقاة على عاتق مصر عقب فوزها الخميس، منها دفع المجلس لتبنى قرارات ملزمة بإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وتبنى قرار يلزم إسرائيل بإخضاع برنامجها وسلاحها النوويين للرقابة الدولية وقرار بإصلاح مجلس الأمن عن طريق إعادة تشكيله بما يتيح صورة أكثر عدلا للتوزيع بين قارات العالم، وأكثر تمثيلا فى حق الفيتو بمنحه لأفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا ودفع المجلس لتبنى قرار بالاعتراف بدولة فلسطين وبعضويتها الكاملة فى كل المنظمات الدولية،إضافة لبحث سبل حل للأزمة السورية. ومن جانبه أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد،فى أول تصريح عقب فوز مصر بعضوية مجلس الأمن أن مصر دولة أفريقية وعربية وشرق أوسطية ذات ثقل إقليمى كبير، كما أنها تمثل قطاعاً كبيراً من دول عدم الانحياز والدول الإسلامية. وبالتالى فإن انضمامها إلى مجلس الأمن فرض عليها طرح رؤية متكاملة للدفاع عن قضايا وأولويات تلك الدول، لاسيما ما يتعلق منها بموضوعات السلم والأمن وحفظ السلام ودعم الاستقرار والتسوية السلمية للأزمات فى تلك الأقاليم. وأوضح أبو زيد فى تصريح خاص أنه كان هناك العديد من الجهود التى أشرفت عليها وزارة الخارجية لدعم دخول مصر مجلس الأمن كان من ضمنها استضافة «منتدى العلمين » دعت إليه عددا من المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالأممالمتحدة تجاوز الستين. وعلى هامش المنتدى استقبل الرئيس السيسى ووزير الخارجية عددا من المشاركين لذات الغرض، وكذلك إيفاد مبعوثين خاصين لرئيس الجمهورية إلى قادة ورؤساء عدد من العواصم، حاملين رسائل لطلب دعم ترشيح مصر. وكشف أبو زيد عن أن بعثة مصر الدائمة لدى الأممالمتحدة أقامت حفلا للترويج للترشيح المصرى لعضوية مجلس الأمن لأكثر من 600 مدعو بمتحف المتروبوليتان بنيويورك عشية يوم الانتخابات، وتم تنظيمه وسط معرض متكامل للحضارة المصرية القديمة بالمتحف، فضلاً عن عقد عدد من اللقاءات الإعلامية والحوارات الصحفية لعرض صورة متكاملة عن مصر وما تشهده من تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية، ورؤيتها لحل العديد من القضايا والأزمات على المستويين الإقليمى والدولى. كما قامت وزارة الخارجية أيضا بتجديد صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى، ووضعت صورة تحمل شعار حملتها الترويجية لعضوية مجلس الأمن، كما نشرت على صفحتها بموقع «فيسبوك»، عدداً من الصور للمعالم الحضارية فى مصر. من جهة أخرى أكد السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، على أهمية عضوية مصر فى مجلس الأمن والذى يضطلع بمهام الأمن والسلم الدوليين. وقال شاكر - فى تصريح خاص- إن دخول مصر مجلس الأمن فى هذا التوقيت هو أمر جدير بالاهتمام حيث إن السلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط بل والعالم يواجه تهديدات وتحديات بالغة لاسيما وأن الإرهاب الدولى يهدد حياة البشر والدول فى المنطقة، وما نجم عنه من قضايا تتعلق بالتهجير القسرى للأفراد من مناطق النزاعات والتوتر، فضلا عن تحديات التنمية المختلفة. وأضاف أن مصر بمكانتها وثقلها الدولى فى المنطقة والعالم ستكون خير معبر عن الأمم وطموحات شعوب أفريقيا والمنطقة نحو الاستقرار والأمن والتقدم والبناء، وأشار إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التى عانت من الإرهاب المدمر ودعت مرارا إلى عقد مؤتمر دولى لبحث توطيد التعاون الدولى من أجل محاربة الإرهاب والقضاء عليه. وأوضح السفير شاكر أن مصر تحظى بإجماع إقليمى على ترشيحها لعضوية مجلس الأمن للدول غير الدائمة العضوية فى الدورة الجديدة لمجلس الأمن وأن الأشقاء الأفارقة من مختلف المناطق الجغرافية فى القارة الأفريقية يؤيدون ترشيح مصر لهذه العضوية. وأكد السفير شاكر أنه شغل منصب مندوب مصر المناوب فى مجلس الأمن فى السبعينيات من القرن الماضى وأن مصر كانت نشطة ومساهمة للغاية فى العمل من أجل حل المشاكل الدولية، مذكرا بأن مصر تشارك أيضا فى عضوية العديد من المنظمات الإقليمية والدولية التابعة للأمم المتحدة. من جانبه أكد مساعد وزير الخارجية للشئون المتعددة الأطراف والأمن الدولي، السفير هشام بدر، أن مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى ملتزمة التزاماً كاملاً بالانخراط فى العمل الفعال مع أطراف المجتمع الدولي، من أجل حماية السلم والأمن الدوليين. وأشار بدر إلى أهمية السعى للوصول إلى نظام دولى قوى ومتعدد الأطراف يسمح للأمم المتحدة بالانخراط فى قضايا على درجه عالية من الأهمية، على غرار منع وتسوية النزاعات، ومكافحة الإرهاب والارتقاء بالأمن الجماعى وتحقيق التنمية الاقتصادية، خاصة فى أفريقيا. وأوضح أن القاهرة ترى أن إصلاح الأممالمتحدة بات أمراً عاجلاً وضرورياً، مضيفاً أن مصر لديها رؤية واضحة حول كيفيه إصلاح المنظمة الدولية، أخذاً فى الاعتبار المبادئ الراسخة للأمم المتحدة، وفى الوقت نفسه أهمية ممارسة الديمقراطية على المستوى الدولى ومنح الدول النامية مساحة أكبر فى صنع القرارات الدولية التى تؤثر على مستقبل شعوبها. السفير جلال الرشيدي، عضو وفد مصر الدائم بالأممالمتحدة سابقا،أكد أن مصر فى الفترة الأخيرة لها العديد من الطموحات والرؤى جعلتها تترشح من أجل الحصول على العضوية غير الدائمة للمرة الخامسة بتاريخها فى مجلس الأمن. وأضاف "الرشيدى" أن هناك كتلة عربية وأفريقية وآسيوية دعمت طلب مصر فى الحصول على عضوية مجلس الأمن. وأشار إلى أن مصر سعت للمقعد فى هذا الوقت تحديدا لعدة أسباب، أهمها التصدى لظاهرة الإرهاب الدولي، والقضاء على الفساد الموجود فى المنظمة وتعديل الميثاق. السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق أكد أن مصر ينتظرها دور كبير فى مجلس الأمن هذه المرة بسبب التوتر الذى تشهده المنطقة ،إضافة إلى الإرهاب والهجرة غير الشرعية كظاهرتين تنتشران فى إفريقيا وكذلك القضايا العالقة التى تواجهها منطقة الشرق الأوسط.