مع التقلب الشديد فى الأحوال الجوية خلال السنوات الأخيرة، ما بين الحر الشديد فى الصيف والبرد القارس فى الشتاء، تحولت النشرات الجوية التى تقدمها القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية على السواء إلى مادة مفضلة لدى المشاهدين لمعرفة ما يمكن أن تكون عليه حال الطقس فى الغد والأيام ليساعدهم ذلك على ترتيب مواعيدهم وظروف حياتهم، كما تحولت أحوال الطقس العجيب الذى لم نر مثيلًا له منذ سنين إلى مادة للتهكم والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعى. أما مذيعات النشرات الجوية، فينتظرهن المشاهدون فى الصيف كما فى الشتاء ويلقبهن البعض بمسك ختام نشرات الأخبار وفراشات القنوات التليفزيونية . ورغم أن بعض المحطات التليفزيونية تلجأ أحيانا إلى العنصر الذكورى لتقديم فقرة الطقس ضمن النشرة الإخبارية لديها، فإن المشاهدين يعتبرون أن العنصر الأنثوى هو الذى يترك لديهم الانطباع الأقوى، ويرتبط ارتباطا مباشرا بذاكرتهم. وغالبا ما يتشتت المشاهد عن متابعة النشرة الجوية وتفاصيلها عندما يستغرق فى الانشغال بتفاصيل من نوع آخر، مثل قوام مذيعة النشرة وملابسها وطريقتها فى الحديث عن المنخفضات الجوية والأعاصير والرياح. وعادة ما تتركز المواصفات التى يجب أن تتمتع بها مذيعة فقرة الطقس على الشكل الجميل واللفظ الجيد والابتسامة الحلوة، خاصة أن هذه الفقرة لا تتطلب مثلها مثل نشرات الأخبار السياسية وبرامج التوك شو الثقافة الواسعة أو سرعة البديهة. وبعض المذيعات يرفضن تقديم فقرة النشرة الجوية ليس فقط كنوع من التعالى على تلك المهمة السهلة، لكن أيضًا بسبب الخوف من التصاق شخصيتها التصاقا مباشرا بعوامل الطقس بالنسبة لكل من يلتقى بها من الناس الذين ما إن يشاهدونها حتى يسألوها عن حرارة الجو قبل أن يطمئنوا على صحتها!. ومعظم مقدمات هذه الفقرة فى التليفزيون والفضائيات الخاصة من خريجات كليات الإعلام، اللاتى حصلن على دورات تدريبية قصيرة لا تزيد على الشهرين، يتلقين فيها أصول الوقوف أمام الكاميرا وكيفية التعامل مع النص المكتوب، وبعض المعلومات الشاملة عن تغيرات الطقس، وتأتى أهمية هذه الفقرة بسبب نسبة مشاهديها المرتفعة خاصة فى فصل الشتاء، لا سيما أنها تندرج ضمن نشرة الأخبار التى تشكل محطة أساسية فى أى محطة تليفزيونية. ورغم أن هذه الفقرة تستقطب اهتمامًا جماهيريًا واسعًا فى كل القنوات العالمية والعربية، فإنها لا تتمتع بنفس القدر من التركيز والاهتمام فى التليفزيون المصرى وحتى فى القنوات الخاصة، التى تسند هذه المهمة لمذيعات مبتدئات وغير مدربات جيداً، وتكتفى بالتطوير فى الشكل فقط، دون أن تسعى إلى تقديم تحليل وافٍ للأحوال الجوية، أو تعريف مبسط للمصطلحات المستخدمة فى تفسير حالة الطقس، وهو ما يجب أن ينتبه إليه مسئولو التليفزيون، بحيث تحتل النشرة الجوية المكانة التى تستحقها.