نحن مقبلون على تحقيق الاستحقاق الثالث للشعب المصرى فى انتخاب برلمان جديد ممثل فيه كل طوائف الشعب ومعبرًا عن إرادته. والشارع المصرى الآن يعج بالصخب الانتخابى ولو أننا مازلنا فى بدايته، ودور البرلمان القادم هام جدًا فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها بلادنا وكذلك العالم العربى بأسره.فأمام البرلمان مهمة ثقيلة وتاريخية.. وهى العبور ببلدنا الحبيب من مرحلة العصف الثورى إلى مرحلة التنمية وهى مرحلة من أصعب المراحل التى تمر بها، فالتحديات كثيرة سواء كانت داخلية أو خارجية.. والمشاكل الاقتصادية المتراكمة والغلاء وصعوبة ذلك على كاهل المواطن.. فهو بعد ثورتين مازال يشعر أن حصاده قليل وأن المشوار طويل.. ولكن يتطلب ثورة اقتصادية لتنفيذ المشروعات الكبرى التى بدأها الرئيس السيسى بقناة السويس وكان للمواطن فيها أعظم دور وكانت اختبارًا حقيقيًا لإرادته وانتمائه فكان تمويل المشروع من المواطن المصرى البسيط القادر على صنع المعجزات إذا وجد الهدف والقائد صاحب الرؤية.. وهناك العديد من المشروعات الكبرى مثل تنمية خليج السويس وشرق التفريعة ومشروع الطرق القومى وكذلك المليون فدان وغيرها.. وأهمية هذه المشروعات أنها مشروعات كثيفة العمالة تستوعب أعدادًا كبيرة من أبناء مصر وأثرها كبير على الاقتصاد المصرى قد لا يشعر بها المواطن سريعًا.. ولكن يؤمن بأهميتها ولابد من التكثيف الإعلامى عليها لبيان جدواها على الاقتصاد ومستقبل أولادنا.. لأننا هنا نبنى للمستقبل.. هذا من الجانب الاقتصادى وجهد الدولة متمثلاً فى القيادة السياسية لفتح التعاون على العالم باتجاهاته المتعددة سواء كان شرقا أو غربا لإيجاد فرص تعاون تساهم فى تنمية اقتصادنا والاستفادة من تجارب دول العالم الناجحة فى كل مجال.. فى الوقت نفسه نجد أن الشارع السياسى ملىء بالأمواج المتلاحقة ولا تجد حزبا يطفو على السطح أو تجمعا حسب ما نسمعه من التجمعات للعديد من الأحزاب استمر فى ائتلافه ليخوض الانتخابات القادمة.. فالصفوة.. أو السياسيون منشغلون بحالهم وآمالهم وطموحاتهم الشخصية!! منعزلون عن المواطن المصرى أو الشارع المصرى.. فلدينا ما يزيد على مائة حزب أعرقها حزب الوفد بتاريخه ولكن من منهم موجود على الأرض إلا النزر اليسير ولا يشعر بهم المواطن البسيط!! هل الأحزاب أو التكتلات من أجل السياسيين ومصالحهم؟! ومن أجل مصلحة المواطن؟! أعتقد أن الأولى هى الحقيقة، فهم بعيدون عن المواطن، يتاجرون بأوجاعه وآلامه.. غير منتمين إلا للمصالح.. وهى لن تستمر.. فإذا كنا بعد ثورتين والإفراز الحزبى أشبه بالإفلاس.. والوجوه الجديدة إما مال سياسى أو وجوه قديمة تحت عباءة جديدة أو أحزاب دينية تحاول اللعب على المواطن من جديد.. لذا فمهمة المواطن كبيرة وحاسمة فى الاختيار، فلا يشغله الدعاية أو المغريات بالهدايا والأموال.. أو الزيت والسكر وغيرها من وسائل الانتخابات.. ولكنه يحدد مصيرًا وطريقًا ومستقبلًا له ولأولاده من خلال الاختيار السليم.. أتمنى كل الخير لبلادنا.. وفى نفس التوقيت تجرى الانتخابات النيابية فى دولة الإمارات الشقيقة للمجلس الوطنى للدولة وقد صاحبت معالى أحمد شبيب الظاهرى نائب رئيس المجلس الوطنى السابق والمشرف على متابعة الانتخابات المقبلة ومدى التزام المرشحين، فليس هناك أحزاب ولكن المواطنين أو المرشحين هم أنفسهم باختلاف تفكيرهم وتوجهاتهم يشكل كل منهم حزبًا لصالح الوطن ومن أجله.. وبدأت الدعاية ورأيتها منظمة جميلة ليس بها عبارات كثيرة ولكنها من أجل الوطن والمواطن.. أتمنى لهذه التجربة الفتية التوفيق تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة والشيخ محمد بن خليفة ولى عهد أبو ظبى. ولا أنسى تقديم العزاء كل العزاء لأسر الشهداء فى دولة الإمارات الشقيقة وأسر المصابين فى حرب الكرامة والعزة والدفاع من أجل المستقبل بشباب قدموا كل غال ونفيس من أجل وطنهم، بل من أجل الوطن العربى بأكمله ضد ما يواجهه من تحديات وحروب شرسة تأتى على الأخضر واليابس.. بل أصبح أكبر عدد من لاجئى العالم من الوطن العربى.