من العادات والتقاليد المتعارف عليها والتى دأب عليها مجتمعنا العربى خاصة المصرى أن يتقدم الرجل للزواج من الفتاة.. ولكن هل يمكن أن تكسر الفتاة المصرية تلك القاعدة لتتقدم للزواج من الرجل خاصة مع ارتفاع معدلات العنوسة فى مصر؟ للتغلب على مؤشر العنوسة الذى يظل فى ارتفاع متزايد؟ أكدت الدكتورة عطيات الصادق استشارى العلاقات الاجتماعية والأسرية أن العادات والتقاليد والأعراف الموجودة فى مجتمعنا العربى وخاصة فى مصر ترفض وبشدة فكرة أن تتقدم الفتاة للزواج من الرجل على الرغم من ارتفاع معدلات العنوسة فى مصر. ففى المجتمع المصرى يجب أن نلتزم جميعنا ببعض القواعد العرفية التى لا يمكن الخروج عنها، فلايمكن للمرأة أن تتقدم للزواج من الشخص التى تريده أو أن تعرض نفسها على رجل، لأن هذا يعد خطأ فادحًا لا يغتفر تماما ولا يقبل الرجل الزواج من المرأة التى تفعل ذلك وتعرض نفسها عليه من أجل الزواج بل ويعتبرها عانسا ترغب فى الزواج من أى شخص بل وقد يصفها ب «الفتاة الجريئة غير المحترمة». لأن المرأة بطبعها خجولة فإذا فعلت ذلك يعتبرها المجتمع امرأة غير سوية من الجانب الأخلاقى حتى ولو تمتعت بالجرأة الكافية لفعل ذلك . وأكد أستاذ الطب النفسى الدكتور هشام حتاتة أنه من الجانب النفسى لا يقبل الرجل الزواج من امرأة طلبت الزواج منه بمنتهى الجرأة لأن الرجل بطبعه يحب المرأة التى يسعى للحصول إليها بل ويجد صعوبة كبيرة فى التقرب إليها فإذا تم الزواج يبدأ فى النفور منها تدريجيا إذا لم تحاول دوما التقرب منه والتجديد فى حياتها الأسرية باستمرار . وأضاف أن الرجل نفسيا يعشق الصعب فإذا وجد السهل لا يشعر بمتعته أو بجاذبيته حتى لو أشارت المرأة بشكل غير مباشر للرجل برغبتها بالزواج منه يبدأ الرجل فى التراجع فى التفكير فى الزواج منها وذلك الجانب النفسى الخاص بالرجل مرتبط بالجانب الاجتماعى الموجود فى المجتمع الذى نشأنا به. فنحن فى مجتمع عربى وليس غربيًا، حتى فى الغرب الرجل هو الذى يتقدم للزواج من المرأة ولكن فى الغرب يمكن تقبل فكرة أن تتقدم المرأة للزواج من الرجل. وقالت المحامية ورئيس المركز المصرى لحقوق المرأة نهاد أبو القمصان، قابلت كثيرات فعلن هذا ولكن معظمهن لم ينجح زواجهن، فهناك من تقدمت للزواج من رجل وبعد أن تزوجا وقبل الرجل الزواج منها، قام بمعايرتها بعد ذلك بأنها هى التى طلبت منه الزواج مما أدى إلى تفاقم الخلاف فيما بينهما ووصل لحد الانفصال وهناك حالات كثيرة تتشابه مع هذه الحالة. وأضافت: أن على الرغم من أن جميع الحالات التى طبقت هذا المبدأ لم تستمر حياتهما الزوجية الا أننى لا أجد مانعًا أن تطلب المرأة الزواج من شخص ما تراه مناسبا لها، فالمرأة الآن أصبحت مثل الرجل فى كل شئ تعمل وتكدح من أجل بناء بيتها وأسرتها فما المانع أن تطلب هى الزواج من الرجل، فأنا لا أرى عيبا فى هذا، ويجب أن يبدأ المجتمع فى التطور بتقاليده وعاداته القديمة وأن يبدأ فى معاصرة الوضع الحالى للمرأة المصرية وللمجتمع بوجه عام، فمثلما نتقبل أى تطور فى أى مجال يجب أيضا أن نطور أفكارنا وعاداتنا. ومن جانبها قالت الدكتورة سعاد صالح: خلق الله المرأة وجعل خجلها هو نصف جمالها وهو من الإيمان أيضًا، وطلبها الزواج من الرجل يتنافى مع ما خلقه الله بطبيعتها، وعلى الرغم من ارتفاع نسبة العنوسة إلا أن الزواج قسمة ونصيب من المولى ولكل فتاة مكتوب لها الرجل الذى ستتزوجه ومتى وكم ستنجب أو لا تنجب فمن الأفضل أن يترك هذا الأمر لحكمة وقدرة الله سبحانه وتعالى. وفكرة أن تتقدم الفتاة من الزواج من الرجل فكرة لن يتقبلها المجمتع الشرقى والأصول والأعراف لذا يجب ألا ننفذها لأنها ستجد نفورا بشكل كبير.