حالة من التخبط الإدارى يعيشها النادى الأهلى بسبب سوء تعامل مجلس إدارته الحالى، برئاسة محمود طاهر مع الأزمات التى يتعرض لها النادى منذ تنصيبه فى الانتخابات الماضية. وهذا ما يتعارض مع المقولة التى يرددها دائمًا مسئولو النادى على مر العقود الماضية بأن «الأهلى نادى المبادئ.. والأهلى فوق الجميع»، وقد اهتزت أرجاء النادى مع عدم حسن التعامل مع هذه الأزمات، وهو ما ألقى بدوره بالتأثير على نتائج الفريق. بداية هذه الأزمات كانت مع رئيس نادى الزمالك، مرتضى منصور، وذلك منذ تنصيب مجلسى الناديين فى انتخاباتهما الماضية، والتى أصبحت عرضًا مستمرًا حتى وقتنا الحالى والتى كان آخرها أزمة أحمد الشيخ. وكانت أزمات اللاعبين داخل صفوف الفريق مع بعضهم البعض من جانب، ومع الجهاز الفنى السابق والحالى من جانب آخر، هى الحلقة الثانية، والتى للمرة الأولى فى تاريخ الأهلى تُسرب مثل هذه المشاكل لوسائل الإعلام على غير عادة الأهلى. وكانت الأزمة الأخيرة التى كان طرفها مدير الكرة السابق، وائل جمعة، وكابتن الفريق الأول، حسام غالى والذى اتخذ رئيس النادى الأهلى على إثرها قرارات لا تتفق مع مبادئ النادى، حيث لأول مرة تتم الإطاحة بمدير كرة من منصبه إرضاءً للاعب كرة مهما كان حجمه. ولنا أن نتذكر فى مثل هذه الوقائع، قوة شخصية ثابت البطل ومن قبله طارق سليم وصالح سليم، وقت توليهم لنفس هذا المنصب، فى سنوات ماضية، كيف كان يتم التعامل بشكل حازم مع «دلع اللاعبين»، والحادثتان الأشهر فى ذلك كانت من ثابت البطل فى التعامل مع نجمى الأهلى وقتها التوأمين حسام وإبراهيم حسن، ومن بعدهما إبراهيم سعيد، والذين قرر النادى استبعادهم وقتها. وكشفت مصادر مطلعة بالأهلى ل «أكتوبر» أن وائل جمعة لم يستقل من منصبه، كما روج النادى، ولكنه تمت إقالته، إرضاءً لنجوم الفريق الكبار، وعلى رأسهم حسام غالى الذى هدد بالرحيل، وكذلك لإحداث نوع من الاستقرار داخل الفريق. كما كشفت المصادر أن مجلس الإدارة الحالى متخبط فى قراراته، وتسبب فى انهيار قوة ورونق الأهلى الذين حافظا عليهما مجالس الإدارات السابقة، وأن هناك حالة من الغضب داخل النادى من هذا الضعف الذى يمر به مجلس الإدارة الحالى. وقالت المصادر إن السبب الرئيسى فيما يعانيه المجلس الحالى هو عدم تفرغ محمود طاهر، لتسيير أعمال النادى، بسبب أعماله الخاصة، وهناك حالة من الغضب الشديد أيضا تنتاب أعضاء النادى، من تواجد طاهر المستمر خارج البلاد. وأوضحت المصادر أن رئيس الأهلى عندما يعود من الخارج يجد العديد من الأزمات والمشاكل فيتخذ قرارات سريعة، ودائما ما تكون ضد مصلحة النادي، وأن مستشاره الإعلامى يلعب دورًا مهمًا فى هذه القرارات. وأكدت أنه فيما يخص الأمور الداخلية فيترك المجلس الأمر برمته للمدير التنفيذى محمود علام، بسبب خبرته الكبيرة بعد العمل لسنوات طويلة فى هذا المنصب. وبدوره، رفض محمد عبد الوهاب، عضو مجلس إدارة النادى الأهلى، هذه الاتهامات، واصفًا إياها بالمغلوطة والمغرضة، مؤكدًا أن المجلس لا يعتمد على أى شخص فى إدارة أمور النادى سواء الخارجية أو الداخلية. وشدد على أن المجلس يتخذ قراراته بالإجماع بعد دراستها بشكل مستفيض واتخاذ ما يكون فى صالح النادى، أما فيما يخص أزمة وائل جمعة، فقد أكد أن الأخير تقدم باستقالته والمجلس قبلها. ومن جانبه علق رجب ريعو نجم الأهلى السابق، بقوله، إن مبادئ النادى الأهلى دائما ما ينظر لها على أنها ضد الدولة، وهذا غير صحيح، فقوة مجلس إدارته تنبعث من دعم جماهيره له، مضيفًا أنه يلتمس العذر للمجلس الحالى كونه جديدًا على هذا العمل، وإن كان فيهم أعضاء من الوجوه القديمة مثل محمود طاهر ومحمد عبد الوهاب. وتابع أن كل مجلس له أسلوبه وسياسته فى إدارة أمور النادى ولا يجب المقارنة مع مجالس سابقة، فمثلا عندما تقارن بين أسلوب صالح سليم فكان صارما، أما الفريق مرتجى فكان لديه بعض المرونة ولكنه حافظ أيضا على هذه المبادئ، وهنا يجب التنويه بأن شخصًا مثل حسن حمدى لم يصل لرئاسة النادى إلا بعد 14 سنة عمل إدارى داخل النادى بدءا من منصب مدير الكرة، ما أضاف له المزيد من الخبرات. وأضاف أنه إذا كانت الظروف الحالية فيها بعض التخبط والضبابية، ولكن هذا لا يمنع من أن كل أعضاء المجلس الحالى من المحبين للنادى والذين يعملون لصالحه، ومعظمهم أسماء رنانة كمحمود طاهر ومحمد عبد الوهاب وطاهر الشيخ وأحمد سعيد الذى كان بطل سباحة بالنادى. وبالنسبة لأزمة وائل جمعة، قال إنه تعرض للظلم من منطلق أنه تم تنصيبه فى هذا المكان دون تأهيل، عملا بمبدأ التكريم مثلما حدث مع شادى محمد فى عمله الإعلامى بقناة الأهلى، وهذا خطأ كبير، بجانب أن الفريق به كوكبة نجوم ومعظمهم ممن عاصروا جمعة وكان يجب أخذ ذلك فى الاعتبار قبل وضعه فى هذا المنصب.