«هل ستكون البحرين هى المحطة التالية لإيران لكى تبدأ فى تطويق الخليج العربى استعدادا لإعلانه خليج فارسى ؟ ... فبعد النتائج غير المرضية لإيران فى اليمن بدأت المعارضة الشيعية فى البحرين تلوح ببداية مرحلة جديدة من التوتر والعنف ولكن هذه المرة ستكون باستخدام العنف المسلح من جهة أخرى ورغم ارتفاع حدة التوتر بين البحرينوإيران إلا أن إيران تسعى إلى إعلان صفحة جديدة مع دول الخليج العربى من خلال جولة ظريف للكويت وقطر واخيرا العراق خاصة بعد توقيع الاتفاق النووى مع الكبار ... فهل ستنجح إيران أم ستبدأ مرحلة جديدة من الخلافات مع الخليج العربى؟ ففى البحرين أعلنت وزارة الداخلية إحباط محاولة لتهريب متفجرات شديدة الخطورة وأسلحة آلية وذخائر إلى داخل البلاد عبر البحر وأنها اعتقلت ثلاثة أشخاص أحدهما تلقى تدريبا فى إيران وقالت الوزارة إن المحتجزين اعترفوا باستلام الشحنة من إيرانيين خارج المياه الإقليمية البحرينية وأن أحدهما تلقى تدريبات فى إيران عام 2013 أما عن حجم الاسلحة قالت السلطات البحرينية إنها صادرت حوالى 43,8 كجم من مادة «سى فور» المتفجرة وثمانية أسلحة أوتوماتيكية من نوعِ كلاشنيكوف و32 مخزنا لطلقات الرشاش كلاشنيكوف وكمية من الطلقات والصواعق وكانت السلطات البحرينية قد رصدت يوم 15 يوليو الجارى قاربين دخلا المياه الإقليمية وعندما تم الاقتراب منهما ألقوا بشحنة متفجرات فى المياه إلا أن السلطات تمكنت من ضبطها وضبط القاربين. ووجهت السلطات البحرينية للمضبوطين تهمة التخابر مع دولة أجنبية وارتكاب أعمال عدائية ضد مملكة البحرين والانضمام إلى جماعة إرهابية والتدرب على استعمال الأسلحة والمتفجرات واستيراد الأسلحة والمتفجرات وحيازة وإحراز متفجرات وأسلحة وذخائر من دون ترخيص وذلك تنفيذًا لأغراض إرهابية. وردا على التدخلات الإيرانية فى شئون البحرين الداخلية استدعت البحرين سفيرها فى طهران للتشاور وعكست التصريحات الإيرانية الموقف العدائى لها تجاة البحرين والتى استدعت فى السابق سفيرها لدى إيران عام 2011 احتجاجا على انتقاد طهران لقمع الاحتجاجات الشيعية التى جرت بدعم خليجى آنذاك وأعادته عام 2012. ولعل ما يؤكد اتهامات البحرينلإيران وقوع حادث بمنطقة السترة وتشير المصادر إلى أن التفجيرات المستخدمة فى الحادث الإرهابى هى نفس نوعية المتفجرات التى تم إحباط ادخالها من إيران مؤخرًا وقد استشهد شرطيان واصيب آخر إصابات بالغة. وأعلنت البحرين انها قررت استدعاء سفيرها فى طهران للتشاور احتجاجا على تصريحات عدائية صدرت عن عدد من المسئولين الإيرانيين بحقها وأدانت البحرين بشدة استمرار التصريحات العدائية من قبل مسئولى إيران تجاه المملكة دون أدنى مراعاة لمبادئ حسن الجوار أو التزام بالقوانين والأعراف الدولية والتى تمنع وترفض كل صور التدخل فى الشئون الداخلية للدول هذا فى الوقت الذى أدانت فية السعودية والإمارات التدخل الإيرانى فى شئون البحرين. وإزاء ذلك صرحت مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية بأن اتهامات البحرين لا أساس لها من الصحة وان البحرين تفتعل مناخًا من التوتر فى المنطقة وأن هذه الاتهامات لن تمنع إيران من مواصلة سياستها ومن جهته رفض وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف اتهامات البحرين لها بدعمها للمعارضة بالسلاح ووصفها بانها «عارية عن الاساس» كما اتهم المنامة بالعمل على اعاقة اى تطور فى التعاون بين ايران و دول الخليج الأخرى. وفى محاولة لتحسين الاجواء بين إيران ودول الخليج بدأ وزير الخارجية الإيرانى حملة للتودد إلى دول الخليج العربية للدفاع عن الاتفاق النووى الذى أبرمته بلاده مع القوى العالمية وبدأ أولى جولاته بزيارة الكويت حيث اجرى ظريف مباحثات مع كل من أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ووزير الخارجية صباح خالد الحمد الصباح ودعا ظريف دول الخليج إلى التعاون مع طهران فى التصدى للتطرف والتشدد فى الشرق الأوسط وقال ظريف إن أى تهديد لدولة واحدة هو تهديد للجميع ولا يمكن لدولة بمفردها أن تحل المشكلات الإقليمية دون مساعدة من الآخرين، وأضاف أن طهران تقف بجانب شعوب المنطقة فى مواجهة الإرهاب والتطرف والطائفية على حد تعبيره وطالب ظريف مساندة الكويت لجمع دول مجلس التعاون الخليجى الست لتحسين علاقتها بإيران وأبدى استعداد بلاده لمد يد التعاون مع الدول فى هذه المنطقة. كما التقى ظريف بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان فى محطته الثانية بالدوحة وتأتى زيارة ظريف إلى الدوحة عقب مغادرة وزير الخارجية السعودى عادل بن أحمد الجبير الذى قام بزيارة قطر والتقى خلالها الشيخ تميم بن حمد آل ثان وتباحث معه التطورات الإقليمية التى تشهدها المنطقة. وتوحى هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة التى تشهدها الدوحة والتى تترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربى أن قطر تبذل مساعى حثيثة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الإقليمية فى سياق محاولات لتلطيف الأجواء وخلق مناخ حوارى بعيدا عن أجواء التوتر التى خلفتها الملفات الشائكة التى تحيط بدول مجلس التعاون الخليجى وعلى رأسها الرهانات التى خلفها الاتفاق الذى وقعته طهران مع مجموعة خمسة زائد واحد حول برنامجها النووى. وكانت المحطة الأخيرة بالعراق حيث غردت العراق خارج السرب فأعلنت وزارة الخارجية العراقية أن زيارة ظريف لبغداد تشمل عددا من القضايا المشتركة بين البلدين أهمها تطوير العلاقات الثنائية والأبعاد الاقليمية للاتفاق الخاص بالملف النووى الإيرانى إضافة إلى التنسيق والتعاون الأمنى والاستخبارى بين بغدادوطهران وعدد من قضايا المنطقة والعالم وتخشى دول الخليج الاتفاق النووى الإيرانى وترى أنه سيفتح الباب أمام زيادة الدعم الإيرانى لجماعات مسلحة وحكومات معارضة لنظم الحكم الوراثى وتخشى أغلب دول الخليج أن يعجل الاتفاق النووى الذى أبرم فى 14 يوليو الحالى بالوفاق بين طهران وواشنطن، مما يشجع إيران على زيادة دعمها لحلفائها فى الشرق الأوسط.