اليسارى على الشاشة..كافر وانتهازى وسكير ولا يستحم إلا نادراً..هذا ما حاولت بعض الأعمال الدرامية أن ترسخه خلال السنوات الماضية تحت غطاء السخرية اللاذعة، وآخرها مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" للنجم الكبير عادل إمام والمؤلف يوسف معاطى الذى قدم نماذج سلبية جدا لليساريين فى الكثير من أعماله. كان أول مرة يتم فيها تصوير اليسارى على أنه "استغلالى" فى فيلم "فوزية البرجوازية"، بطولة صلاح السعدنى وسناء شافع، إذ ظهر الأخير بصورة يسارى يستغل جهل جيرانه فى التحكم بهم واستغلالهم ضد جاره المثقف، وأيضا استغل فتاة من الطبقة الرأسمالية لجمع التبرعات حتى يستولى عليها لنفسه. وفى فيلم "الثلاثة يشتغلونها" -للكاتب يوسف معاطى أيضاً- ظهر اليسارى على أنه شخصية مستغلة للآخرين، وليس له مبادئ، وأن معارضته للنظام هى فقط من أجل الشهرة أو الحصول على ما يريد من مصالح شخصية، وأن بعض اليساريين مدعون، وأقصى ما يفعلونه هو الكلام. كما صورت السينما اليسارى، على أنه لا يهتم بنظافته الشخصية، حتى التصقت باليساريين، عبارة "يسارى متعفن"، التى كان يرددها صلاح السعدنى فى فيلم "فوزية البورجوازية" للكاتب الساخر الراحل أحمد رجب ، خاصة وأن بعضهم وخاصة من الشباب يساعدون فى تثبيت تلك الصورة من خلال الظواهر "البوهيمية" التى يحرصون عليها، من ارتداء ملابس مهترئة وتسريحات شعر غريبة وسلوكيات شاذة! ومعظم اليساريين فى الدراما من الممكن أن يمارسوا الجنس دون زواج، على غرار فيلم "السفارة فى العمارة"، الذى جسد بطولته الفنان عادل إمام والفنانة داليا البحيري، وقدم اليساريين على أنهم متحررون من كل القيم الدينية والقيود الاجتماعية. وكرر عادل إمام هذه الصورة السلبية عن اليساريين هذا العام، من خلال شخصية الدكتور فوزى جمعة، أستاذ ورئيس قسم الحشرات بكلية الزراعة، صاحب الفكر اليساري، الذى يحرض الطلاب على الثورة، ويدعى المثالية ومعارضة النظام، وفى نفس الوقت يشرب الخمور وينجب طفلا غير شرعى ويغير مبادئه بعد توليه للوزارة. لا يكتفى الفنانون بما يحصلون عليه من ملايين مقابل التمثيل والغناء-اللهم لا حسد- ولكنهم يعتبرون رمضان سبوبة كبيرة أخرى للإعلانات والبرامج ..وكلما كان الكلام أسخن والتصريحات أجرأ والشتائم من نوعية التييييييت فى برنامج رامز ..كلما كان الأجر أعلى والإعلانات أكثر والأرباح أضخم..ولا عزاء لأخلاق المهنة أو أدبيات المشاهدة. الملكية تحدد الأولوية..وإذا كانت معظم الفضائيات الخاصة مملوكة لرجال أعمال تورط بعضهم فى تسقيع أراضى الدولة والاقتراض بمئات الملايين من البنوك بدون ضمانات، فلا عجب من أن تتجاهل قنواتهم القضايا الحقيقية التى التى قد تمسهم وتفضح مصالحهم وحجم تجاوزاتهم فى حق الشعب.