وإن كان لك عند الكلب حاجة قل له: يا سيدى قولٌ فاسدٌ يحضُّ على الانتهازية وسوء الخُلق، فالمسلم نفسه عزيزةٌ لا يجب أن يذلها لأجل مقصد دنيوى زائل، ولا يبيع دينه وخلقه وكرامته لأجل مصلحة شخصية قاصرة، ولقد جاء الإسلام بتكريم النفس البشرية فلا يجب على المسلم أن يذل نفسه لأحدٍ غير الله ولا أن يتمسكن لأحدٍ غيره سبحانه. وفى المثل توجيهٌ لمسايرة أهل الباطل والسكوت عن الحق، وهذا ليس من صفات المسلم المتمسك بعقيدته، فالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واجبٌ على مسلمٍ ومسلمةٍ، فيجب عليه العمل به وإن وجدَ ما وجد فى سبيله، وأجره على الله، قال تعالى:- چ ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ?? ? ? ? ?چ. ولقد وجهنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم لعدم إذلال النفس لأجل الرهبة، وأن لا يتمسكن ولا يتذلل إلا لله سبحانه، فلقد قال عليه الصلاة والسلام:- "ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق أو أن يذكر بعظيم"، وقال:- "لا يحقرن أحدكم نفسه أن يرى أمرًا لله عليه فيه مقال فيلقى الله تعالى فيقول:- ما منعك أن تقول فى كذا وكذا؟ فيقول:- خشية الناس يا رب فيقول:- إياى كنت أحق أن تخشى". ونفس المسلم كريمة فعليه أن يسعى لأن تضلّ كريمة ولا يذلها لأجلٍ منافقٍ أو ظالمٍ، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "لا ينبغى للمؤمن أن يذل نفسه "، وقال:- "لا تقولوا للمنافق سيدنا، فإنه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم"، وقال:- "لا يكن أحدكم إمعة"، وكل هذه التوجيهات النبوية الشريفة تُضاد ذلك المثل الشعبى الفاسد، والخير فى إتباعها وكل السوء فى التمسك بذلك المثل والواجب على المسلم أن يطلب حاجته بعزة نفس. كتر السلام يقلل المعرفة مثلٌ خاطئ لا يجوز لمسلمٍ أن ينطق به لما فيه من مخالفة الأمر النبوى، حيث إنه حضّ على نشر السلام والحرص عليه، فقال:- "والذى نفسى بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم"، وقال تعالى:- چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?چ ، بل حرص الشارع الحنيف على ترديد السلام كثيرًا، فقال عليه الصلاة والسلام:- "إذا لقى أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه"، فانظر إلى هذا التوجيه النبوى الذى يحث على الإكثار من السلام حتى لدرجة أنه إذا فرّق بين المسلم وأخيه شجرةٌ فليُسلّم عليه عند اللقاء ثانيةً! والعمل بالمثل المذكور يحدُّ من إفشاء السلام وعدم الإكثار منه، وهذه من علامات قيام الساعة فى آخر الزمان وأرذله، جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:- "من أشراط الساعة أن يمر الرجل فى المسجد ولا يصلى فيه ركعتين، وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف".