لم يكن القرار الذى اتخذه ملك إسبانيا «فيليبى السادس» بتجريد شقيقته «كريستينا دى بوربون» من لقب دوقة، على خلفية تهم وجهت إليها وإلى زوجها بالفساد المالى والكسب غير المشروع، أمرًا مفاجئًا للمتابعين للشأن الملكى فى إسبانيا، حيث كان هذا الأمر متوقعًا، خاصة بعد إحالة شقيقة الملك للمثول أمام القضاء فى نهاية العام الماضى، فى سابقة فى تاريخ إسبانيا الملكية. وأعلن القصر الملكى فى إسبانيا أن الملك جرد شقيقته كريستينا دى بوربون من لقب دوقة، مما يزيد الضغوط عليها للتخلى عن حقوق خلافة العرش. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الخطوة الجريئة للملك (47 عاما) - الذى توج منذ ما يقرب من عام بعد تنازل والده خوان كارلوس عن العرش- تأتى فى إطار محاولة لتحسين صورة الملكية بعدما لطختها الفضائح. وتواجه كريستينا اتهامات بالتهرب الضريبى على صلة بصفقات مالية لزوجها «إينياكى أوردانجارين»، وقد رددت كريستينا خلال جلسة استماع استمرت أكثر من خمس ساعات فى فبراير 2014 قبل إحالتها للمحكمة «لا أعلم» و«لا أتذكر» و«أجهل ذلك» و«لم أكن على علم بالموضوع»، كما أكدت أنها وثقت تماما بزوجها، ولم تشارك فى صفقاته المالية، بل كانت تكتفى بالتوقيع على ما كان يطلبه منها. ويشتبه فى أن «إينياكى أوردانجارين» البطل الأوليمبى السابق فى كرة اليد استغل صفته كفرد من العائلة المالكة للفوز بعقود فى جزر الباليار وفالنسيا بواسطة شركة غير ربحية كان يترأسها وتحمل اسم «نوس»، وتتعلق القضية بمبالغ تصل إلى 6,1 مليون يورو. لم تنته فصول الأزمة عند قرار الملك غير المسبوق بتجريد شقيقته من لقب دوقة، إذ شهدت تطورات أخرى عقب تأكيد شقيقة الملك كريستينا أنها من طلبت تجريدها من اللقب، حيث قدمت رسالة إلى وسائل الإعلام بعثتها إلى الملك فى بداية يونيو الحالى، كدليل على أنها هى من طلبت «تجريدها من لقب دوقة دى بالما»، وجاء فى الرسالة التى وجهتها كريستينا لشقيقها الملك ما يلى: «بمناسبة زواجى من إنياكى أوردانجرين، منحنى والدنا صاحب السمو الملك خوان كارلوس الأول لقب دوقة دى بالما.. اللقب الذى أسعدنى وخدمته بكل إخلاص وعطف، غير أنه فى هذا الوقت، وبعد تأمل طويل ومؤلم، وصلت إلى خلاصة مفادها أنه يجب على أن أتقدم إلى جلالتكم راغبة فى التخلى عن لقب دوقة دى بالما». وجاء تقديم هذه الرسالة كرد فعل على إعلان الديوان الملكى الإسبانى تجريد شقيقة الملك من لقبها، حيث أعلنت رفضها لكلمة «تجريد» وأنها هى من طلبت التخلى عن اللقب، لكن المثير للجدل، هو أن الديوان الملكى الإسبانى خرج للمرة الثانية لتكذيب رواية شقيقة الملك، ويؤكد أن قرار تجريدها من اللقب جاء قبل أن تصل رسالة كريستينا لشقيقها الملك. وقد أكدت العديد من الصحف الإسبانية أن هذه القضية سوف تثير جدلا كبيرا فى إسبانيا حول «من يكذب على من» ومن لديه «مصداقية ما يقول»، خصوصا أن شقيقة الملك قدمت دليلا ملموسا وهو «الرسالة»، الموثقة فى أوائل الشهر الحالى.