أطلق عليه عدد من الخبراء أنه الأمل والمستقبل لمصر، كما وصفوه بالخطوة الأولى للاكتفاء الذاتى من المحاصيل والسلع الاستراتيجية والغذائية.. هو مشروع «استصلاح المليون فدان» والذى يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتماما كبيرا، إذ شدد الرئيس على أن المستهدف من المشروع هو بناء مجتمع عمرانى متكامل، بعدما تبين أن تجارب الاستصلاح الزراعى السابقة غير مجدية، وشدد الرئيس على أن انطلاق المشروع سيبدأ من الفرافرة لتأسيس مجمع زراعى متطور. حول تفاصيل المشروع يقول وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الدكتور صلاح هلال، إن مشروع المليون فدان واستصلاحه من أهم الأولويات فى الفترة الحالية، منوها إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد على ضرورة أن تكون المشروعات الجديدة مشروعات تكاملية لتأسيس مجتمعات كاملة، لافتا إلى أن هناك توجها حكوميا لتذليل كافة العقبات ودفع عجلة الاستثمار فى مصر. وكشف وزير الزراعة عن أنه يجرى حاليا تنفيذ أعمال البنية وتوفير المياه اللازمة للرى بمناطق المليون فدان بالتنسيق بين وزارتى الزراعة والرى، بينما تقدمت وزارة الإسكان بمخططات لنماذج القرى والمدن التى ستقوم بإنشائها ومواقع المدن خاصة فى توشكى وغرب المنيا وربط مدينة العلمين الجديدة بالقرى الواقعة على منطقة المغارة لاستصلاح 150 ألف فدان. ويعتمد مشروع استصلاح المليون فدان فى استصلاحه على المياه الجوفية بنسبة 80 % بينما يتم رى باقى الأراضى من خلال مياه النيل، وأكد الخبراء صلاحية المناطق التى تم اختيارها بأن يتم ريها بالمياه الجوفية وتم الحصول على موافقتها للشروع فى حفر الآبار. وقال هلال إن العمل يجرى على قدم وساق لتنفيذ مشروع استصلاح المليون فدان الذى سيجرى تنفيذه فى 11 منطقة فى الصحراء الغربية، ومن المنتظر أن تعلن الحكومة قريبا عن الخطوات التنفيذية الكاملة للمشروع بعد الانتهاء من تحديد الأراضى وشروط حق الانتفاع ووضع المخطط النهائى للمدن الثلاث فى شرق العوينات غربى مصر وغرب المنيا ومدينة المغرّة جنوب منخفض القطارة شمال غربى مصر، بالإضافة إلى مخطط آخر لعدد من القرى الريفية. ويهدف المشروع إلى خلق مجتمعات زراعية صناعية جديدة للقضاء على ظاهرة الكثافة السكانية فى الوادى والدلتا، وتلافى كافة المعوقات التى كانت تواجه الوزارة فى مشروعات استصلاح الأراضى السابقة والتى كانت تكمن فى عدم التنسيق الكافى مع الجهات المعنية، مثل وزارة الرى لتوفير الآبار اللازمة للأراضى المستصلحة، فضلا عن عدم كفاية المعدات اللازمة لحفر الآبار. وأضاف وزير الزراعة أنه تم الانتهاء من استصلاح 10 آلاف فدان بمنطقة الفرافرة القديمة ضمن مساحة 25 ألف فدان يجرى استصلاحها وحفر الآبار الجوفية بها بمعرفة وزارة الرى من إجمالى 9 مناطق يتم تنفيذها ضمن برنامج الرئيس لاستصلاح وتنمية مليون فدان منها 96 ألف فدان بمنطقة الفرافرة. وقال الدكتور صلاح هلال إنه من المقرر إنشاء 3 قرى بالفرافرة تضم 2500 أسرة لتحقيق الاستقرار بالمنطقة منها قريتان زراعيتان وثالثة خدمية تضم الخدمات الحكومية والمدارس والمجمع الصحى، مشيرا إلى أن هذه القرى يتم إنشاؤها بالتنسيق بين الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة ووزارة الإسكان والمقرر الانتهاء منها فى أكتوبر المقبل. تكليف الرئيس وكشف وزير الزراعة عن أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كلفه بإعداد دراسة حول إمكانية زراعة الزيتون فى مشروع المليون فدان خاصة بعد أن شاهد تجربة للتوسع فى زراعة الزيتون خلال زيارته الأخيرة لإسبانيا، مشيرا إلى أنه عقد اجتماعا مع علماء مركز البحوث الزراعية ممثلا فى معهد بحوث البساتين والمعاهد الأخرى مثل معهد المحاصيل بالإضافة إلى المجلس المصرى للزيتون وممثلين عن القطاع الخاص وتم عمل دراسة طبقا لتكليفات الرئيس وعرضها على مجلس الوزراء تحدد أصناف الزيتون المناسبة للزراعة فى منطقة الفرافرة. وقال الوزير إن مشروع استصلاح وزارعة المليون فدان موزع على 11منطقة بمساحة مليون و18 ألف فدان، ضمن المشروع القومى الذى يتبناه الرئيس عبدالفتاح السيسى لاستصلاح وزراعة 4ملايين فدان حتى عام 2020. وأشار الوزير إلى أن المرحلة الأولى من مشروع المليون فدان تتضمن تمليك الأراضى للمصريين وعمل جمعيات تعاونية أو شركات تضم شبابا بنظام الأسهم وتمليك المستثمرين العرب والأجانب بنظام حق الانتفاع لمدة 49 سنة، وتجديدها فى حالة ثبوت جديتها. ولفت هلال إلى أن الرئيس السيسى وجه بإنشاء قرى جاذبة للسكان فى المناطق المستصلحة مثل الفرافرة، منوها إلى أنها جاهزة للتوزيع، وتضم الوحدة 3 غرف إلى جانب إنشاء مجتمع صناعى زراعى يضم مصنع الزيوت وآخر لإنتاج الأعلاف، ومزرعة للإنتاج الحيوانى، بالإضافة إلى مجزر آلى حديث ومصنع لتدوير المخلفات الزراعية. وأشار وزير الزراعة إلى أن مشروع الفرافرة سيساهم فى البدء فى تنفيذ نموذج قرى التوطين بإحدى مناطق المشروع بالاستعانة بأول نموذجين تم تنفيذهما فى شرق قناة السويس وهو قرية الأمل ومشروع الفرافرة مع تذليل كل العقبات ودفع عجلة الاستثمار الزراعى فى هذه المناطق، والسعى لضمان جدية الاستثمار الزراعى فيها من خلال تطبيق معايير الجدية التى أقرها مجلس إدارة هيئة التعمير والتنمية الزراعية خلال اجتماعه الأخير. وأضاف أن أعمال الاستصلاح الخاصة بالمشروع تتضمن مليونا و18 ألف فدان كمرحلة أولى، وهى منطقة توشكى بمساحة 108 آلاف فدان اعتماداً على الرى السطحى، وآبار توشكى على مساحة 30 ألف فدان بالاعتماد على الرى الجوفى، ومنطقة الفرافرة القديمة على مساحة 200 ألف فدان، اعتماداً على الرى الجوفى، والفرافرة القديمة بمساحة 100 ألف فدان والتى تعتمد أيضاً على الرى الجوفى. مشيرا إلى أن من ضمن تلك المناطق امتداد الداخلة، وامتداد شرق العوينات، وجنوب المنخفض وجنوب شرق المنخفض، بمساحة 50ألف فدان لكل منهم، ومنطقة غرب المنيا بمساحة 200 ألف فدان، ومنطقة المغرة بمساحة 150 ألف فدان، ومنطقة شرق سيوة بمساحة 30 ألف فدان، بالاعتماد أيضاً على الرى الجوفى. وأوضح أنه من المقرر أن تنشئ الدولة البنية القومية والأساسية لهذه الأراضى، وتجهيز القرى وتزويدها بمختلف الخدمات والمرافق وشبكات الطرق، وإقامة محطات بحثية بالمشروع على أن يتم تحديد آليات التصرف فى المساحات المخصصة للشباب بعد انتهاء هذه الأعمال.